الصورالمقالاتمكتبة الوسائط

اليوم “آل سعود” سيشربون كأس المرارة .. بقلم / محمد على العماد

ريمة نت / كتابات

مع تزايد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها عدد من العواصم والمدن الغربية، وبعد أسبوع على هجمات باريس ( نوفمبر 2015) التي أوقعت 130 قتيلا وتبناها “داعش”، أجاز مجلس الأمن الدولي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة “أخذ كل الإجراءات اللازمة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك في قرار صدر بإجماع أعضائه الـ15، وبعدها كان قرار الحرب على داعش في العراق وسوريا وليبيا.
لقد مثل قرار مجلس الأمن الدولي، الذي أجاز الحرب على “داعش”، الخطوة الأولى في الطريق إلى اسقاط المملكة السعودية، ليأتي بعد ذلك الخطوة الثانية، وهي الأكثر قوة من سابقتها، حين اصدر مجلس الأمن الدولي قرارا ينسجم مع الطلب الروسي لمحاربة الارهاب، وهو القرار الذي منح وحدد لـ”روسيا بوتين” المكان الجغرافي (الشرق الأوسط) لمحاربة الإرهاب، وهو القرار الذي جاء متناغما ومتوافقا مع أحد أكبر وأقوى دول المنطقة (مصر السيسي) والتي أعلن موقفها الواقف مع القرار في حينه.
لكن، وفي الحقيقة.. ربما أن العالم أدرك جيدا، بأنه من الصعب تحقيق أي نصر في أي حرب قد يشنها ضد تنظيم الدولة “داعش”، طالما والحاضن والمنبت الأساسي والمغذي الرئيسي لـ”داعش” بعيد عن هذه الحرب، وهذا ما جعل العالم يكثف من جهوده الإستخباراتية ويدقق في التصحيح لمعلوماته في البحث عن المكان الذي يتم فيه تخمير وتهجين الفكر الـ”داعشي”، وهو البحث الذي أنتهى في قصور المملكة السعودية وتوثقه الكتب والأدبيات الوهابية.
ربما أن معطيات ونتائج البحث الذي توصلت إليها القوى الدولية العظمى، ظهرت متشابهة ومتوافقة إلى حد بعيد، وبخلاصة واحدة أن “داعش” هو “الابن الضال” لـ”المملكة” الغنية بالنفط والمال. ولأن “المملكة” دأبت على تقديم نفسها بأنها من يقود دفة “السفينة السنية”، فإن كان لزاما على الدوائر السياسية الغربية، البحث عن بديلا آخر يحل مكانها في قيادة هذه الدفة، وهو ما كان خطط له أن يأتي في سيناريو الانقلاب التركي، المكون من فصول عدة، وفي فصله الأول جاء “فشل الانقلاب”، وفي الثاني تهيئة وتصفية وتنقيح تركيا سياسيا وفكريا واجتماعيا قبل تسليمها لـ”الاخوان”، والذين يأتي دورهم الابرز في سيناريو الانقلاب، بالقيام بمهمة ضرب “داعش الكبرى” (السعودية) ودون الحاجة لتبرير ذلك بالسنة أو الكعبة.
وبالتزامن مع تواتر فصول سيناريو الانقلاب التركي، تتحرك القوى الدولية العظمى، تجاه المملكة السعودية، بخط متوازي ومتناسق مع سيناريو الانقلاب التركي، وهو ما يتضح جليا في كثير من الخطوات والقرارات التي تقوم باتخاذها دوائر القرار السياسي والعسكري في الدول العظمى، وبشكل رسمي وعلني، بالرغم من خطورة تلك القرارات والخطوات إلا أنها خالية من السرية، ولعل من أبرز تلك الخطوات والقرارات هو إعلان معظم الدول ايقافها لصفقات الأسلحة لـ”المملكة السعودية”.
ولأن الأمريكيون، يدركون أكثر من غيرهم أنه بالإضافة إلى النفط، تملك “المملكة السعودية” مئات المليارات من الدولارات في البنوك الأمريكية، فإنه من السذاجة بمكان أن يكتفي الأمريكان بأقل من (75%) من نسبة الفائدة من إزالة “المملكة السعودية” من الخارطة، وهو ما يتضح في عمليات الابتزاز التي تمارسها الدوائر السياسية والاقتصادية والحقوقية والإعلامية الأمريكية، والتي تقوم بتصفية وعمليات غسيل لـ”أموال المملكة”، وبطرق وحجج عدة، ولعل من أبرز هذه الحجج والذرائع، قيام الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب بإسقاط “الفيتو الرئاسي” الذي كان قد استخدمه باراك أوباما لعرقلة قانون يجيز مقاضاة السعودية بشأن هجمات 11 سبتمبر 2001. وبذلك يصبح تشريع “العدالة ضد رعاة الإرهاب” قانونا. وبمعنى أخر فإن هذه العملية تعني كارثة كبرى للاقتصاد السعودي.
وبالرغم أن وزير خارجية “آل سعود”، عادل الجبير، كان هدد الولايات المتحدة الأمريكية في حال وافق الكونغرس الأمريكي على إقرار قانون يسمح بمحاسبة مسؤولين سعوديين على هجمات 11 سبتمبر، ببيع حوالي 750 مليار دولار من الأصول الأمريكية التي تحتفظ بها المملكة، إلا أن هذه التهديدات لم يكن لها أي آثر على القرار الأمريكي النهائي في الموافقة على تشريع يسمح للناجين من هجمات 11 سبتمبر وذوي الضحايا بإقامة دعاوى قضائية ضد المملكة السعودية للمطالبة بتعويضات.
يبدو أن ساعة الصفر اقتربت، وأن أبصار العالم باتت شاخصة، منتظرة اليوم الذي سيكون مشهودا، حين يتم الإعلان الرسمي التحالف الدولي لمحاربة “داعش الكبرى”، وحين يبدأ مشروع التقسيم و”تقليم” السعودية، وملاحقة أوكار “داعش” في صحاري الفكر الوهابي، وليتم توزيع دم وثروات “المملكة” بين العالم، وربما أن ما ستذوقه “مملكة آل سعود” أكثر مرارة مما ما ذاقه الفلسطيني، واللبناني، والشيشاني، والأفغاني والعراقي، والسوري، واليمني، والليبي، والسوداني، والصومالي.
يوم “آل سعود” اقترب، وسيشربون كأس المرارة، وهي الكأس التي لطالما أذاقوها للملايين من العرب والمسلمين، في كل أنحاء المعمورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى