مر عــــــــام..!
أحمد عوض بن مبارك
في السابع عشر من يناير لعام 2015 كنت متوجهاً لتسليم مسودة الدستور الجديد للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار وفي مثل هذا اليوم ابتدأت عملية الانقلاب الكامل على الدولة وعلى مجمل العملية السياسية والتي كان مبتدأها ما حدث في تاريخ 21 سبتمبر المشئوم من ثورة مزعومة سبقها ما اقترفوه في دماج وفي عمران، ثم استكملت باختطافي ثم بمحاصرة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حينها ..كانت تجربة صعبة ، لكن ما مرت به البلاد بعد ذلك أصعب وأقسى..على المستوى الشخصي هناك الكثير مما يمكن قوله الآن ومما يصعب قوله، فالجرح ما زال مفتوحاً بسبب ما يجري في البلاد من شمالها لجنوبها من دمار وخراب لا يستحقه اليمنيون، الذين تباهوا أمام العالم بسلمية ثورتهم في عام 2011 وفي حراكهم السلمي عام 2007 , لتأتي جحافل السلاليين والمتآمريين لتدمر أحلامهم وتقوض تطلعاتهم بدولة مدنية نقف فيها متساويين أمام القانون.
رغم كل ما جرى ، إلا أني أحمد الله حمداً كثيراً وأنا أتطلع لوضع بقية المختطفين من رجالات الدولة والصحفيين وكل الأبرياء الذين أخفتهم الميليشيا في أقبيتها المظلمة.. وأدعو الله أن يفك أسرهم عاجلاً.. كما أحاول استعادة الذكريات عبرهم وساعات العتمة ، أحاول تذكر كل التفاصيل وحواراتي المفترضة مع شخصيات عدة.. أحاول تذكر تفاصيل التحقيق المؤلمة.. مناجاتي وتوسلاتي لله عز وجل .. وطيف ابنتي الصغرى الذي ظل يناديني لأعود..
أتوجه بالشكر مجدداً لكل من كانت لهم يد بيضاء في الإفراج عني من شخصيات وطنية ودولية وقوى وأحزاب سياسية ، ولكل رجالات الوطن ونساءه ووجاهات الجنوب وفي المقدمة منهم اخي العزيز الشيخ عوض بن محمد الوزير الذي لن أنسى وقفته ما حييت .
أشكر أسرتي التي كان لصبرها ودعمها لي دور أساسي ، أشكر كل كادر الأمانة العامة الذين كانوا أسرة حقيقية..
في الأخير أدعو الله أن يفرج عن هذا الوطن المختطف ، أدعو الله أن يفرج عن رمز مدنيتنا وحضارتنا تعز..وأن ينعم اليمنيون قريباً بوطن آمن وعادل لا شك أنهم يستحقونه بعد كل هذه التضحيات..