الإمارات تحول أهم المنشاَت الاقتصادية في اليمن إلى ثكنة عسكرية
أكدت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” أن الإمارات حولت ميناء “بلحاف” الذي يضم أكبر مرفق لتصدير الغاز المسال على ساحل بحر العرب في شبوة جنوب اليمن، إلى ثكنة عسكرية ومركز لتدريب مجاميع مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه، حيث تصر على إبقاء الميناء تحت سيطرتها.
وقالت المصادر إن “التحالف العسكري الإماراتي السعودي يقوم منذ بداية الحرب في اليمن قبل أكثر من خمس سنوات بإجراءات تعيق قدرة البلد على استعادة اقتصاده”.
ويعتبر بلحاف أكبر مشروع اقتصادي في تاريخ اليمن، وسبباً في دخول البلد نادي الدول المصدرة للغاز الطبيعي في العالم، حيث تكلف المشروع قبل اندلاع الحرب نحو 5.4 مليارات دولار، إذ تصل كمية الإنتاج الكلية له إلى حوالي 6.7 ملايين طن متري سنوياً، وكان مقرراً تصدير ما يتراوح بين 100 إلى 105 ناقلات كل عام، ومتوقع رفد الإيرادات العامة بحوالي بما يصل إلى 50 مليار دولار خلال 30 عاماً.
يتحدث أحمد حارث، الخبير الفني والهندسي في الشركة اليمنية الحكومية للغاز الطبيعي المسال لـ”العربي الجديد”، عن تعطيل جهات تابعة للتحالف لأنابيب وخطوط الربط بين مواقع إنتاج الغاز في قطاعات 18 النفطية في مأرب المحاذية للمناطق التي تقع عليها موانئ التصدير مثل بلحاف في شبوة، إذ خسر اليمن احتياطيا نفطيا كبيرا بسبب الغاز المسال، وبالتالي تجد هناك من ضاعف هذه الخسارة بتعطيل وتدمير هذه المنشآت الاستراتيجية. ويتطرق حارث إلى نقطة مهمة في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن اليمن خسر الأسواق الدولية التي كانت تستوعب الغاز بسبب الحرب ودور التحالف في الصراع.
وتواجه الحكومة اليمنية ( بقيادة الرئيس المستقيل هادي) تمرداً واسعاً من قبل حلفاء الإمارات في عدن ومناطق أخرى في جنوب اليمن، حيث قاموا مؤخراً بالاستيلاء على أموال حكومية تابعة للبنك المركزي، ومنع البنك في عدن من تحصيل بعض الموارد العامة مثل الضرائب والجمارك، في الوقت الذي يمر فيه اليمن بأزمة اقتصادية حادة وتدهور كبير في العملة ونفاد الاحتياطي النقدي من الدولار.
ويرى خبراء أن الإمارات اختارت أهدافها في اليمن بعناية فائقة، وركزت بشكل كبير على جزيرة سقطرى وإحكام قبضتها على ميناء بلحاف أهم الموانئ النفطية والغازية، إضافة إلى بعض المواقع الاستراتيجية المهمة في الساحل الغربي، مثل ميناء المخا وذوباب ورأس عمران وجزيرة ميون بوابة مضيق باب المندب الاستراتيجي.