مرضى الكوليرا بريمة بين كماشتي الصحة والموت المحتوم
بعد ان اكد مدير عام الترصد الوبائي د / محمد الجعماني في تصريح خاص لقناة المسيرة انه تم النزول الميداني الى كافة المناطق الموبوئة بالكوليرا بمناطق مديرية الجعفرية مؤكدآ انه تم النزول الميداني وتفقد معظم القرى الموبوئة وصرف المحاليل الطبية والصحية للوحدات الصحية في مختلف مناطق المديرية والمحافظة
تحرك فريق من مكتب قناة المسيرة بالمحافظة الى عدد من المناطق بمديرية الجعفرية لينقل للمشاهدين ماتم صرفه للمواطنين المستضعفين من محاليل وريدية وعلاجية للتخفيف من معاناة المرضى المصابين
كانت الوجهة هذه المرة الى قرية مضناي الحيم بمنطقة بني سعيد بمديرية الجعفرية تحركنا الى قرية مضناي الحيم لنلتقي بعدد من المواطنين الذين شكو حالتهم الانسانية جراء تفشي وباء الكوليرا والتي اودت بحياة عدد منهم والبعض الآخر اسعفه اقربائه الى مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة
س/ماهو السبب الذي جعل الناس يسعفون ابنائهم واقربائهم الى بيت الفقيه ؟
سألنا ابناء المنطقة السؤال ذاته فكانت الاجابة صادمه كون المنطقة جبلية ومزدحمة بالسكان
قالو ان الوحدة الصحية في المنطقة للأسف لايوجد فيها حتى حبة برمول بسبب الاهمال المتعمد من قبل مكتب الصحة في المديرية
وأفاد آخرون ان العلاجات الخاصة بالوحدة الصحية الخاصة بمنطقة مضناي الحيم وما جاورها لاتزال محجوزة في مخازن الصحة بمنطقة رباط النهاري
تحركنا صوب الوحدة الصحية لنتفقد ماذا يوجد من ادوية ومحاليل طبية في الوحدة استنادآ منا الى ما اكده الجعماني في تصريحه التلفزيوني لقناة المسيرة وفي تلك اللحظة لم نجد سوى مدير الوحدة الصحية د/عبدالله محمد ثابت الذي يعمل لوحده كشمعة صغيرة يحاول ان يضيئ قليل من الظلام مع اختفاء المصباح الصحي ذاته
تحركنا بعدسات الكاميرا في غرف الوحدة الصحية فكانت خاوية على عروشها لايوجد فيها حتى حبة برمول أو إبرة وريدية سوى بعض اكياس التغذية السيئة التخزين والمتناثرة في إحدى الغرف وهو ماينفي ما اكده الجعماني في تصريحه السابق
سألنا مدير عام الوحدة الصحية هل صرفو لكم علاجات وهل تم توزيعها ام ان الوحدة لم تستلم اية علاجات مضادة لانتشار الوباء ؟
اجاب متألمآ وبكل حرقة يا اخي نحن لم نستلم شيئ بل كان آخر مرة استلمنا فيها نصف الكمية هي في نهاية شهر رمضان ومنذ ذلك الحين ونحن نطالب بعلاجات للوحدة الصحية لم يتم صرف اي شيئ سوى ثلاثين مغذية (رنجر) قبل شهر ولم نستلم غيرها
السؤال هل ثلاثين مغذية كافية لمعالجة منطقة موبوئة ام ان اغلب المرضى يحتاج الى عشرون مغذية لوحدة إذا اشتد الاسهال والطرش ؟
وأفاد قائلآ يا أخي لدينا أدوية ومحاليل في مخزن الرباط وقدمت طلب بأمر صرف الكمية اسوة بزملائنا في الوحدات الا ان مدير الوحدة الصحية بمديرية الجعفربة لم يستجيب ورفض تسليم الكمية حتى ختم المركز لم يتم تسليمي من قبل مدير الصحة بالمديرية وليس لوحدي بل انا وكثير من الوحدات وكانت إحدى اسباب عدم تسليم الختومات هو استلام الادوية والمحاليل والتصرف فيها بما يهم الادارة وليس للمواطن حاجة في السؤال
كانت المفاجئة الكبرى حين سألنا المواطنين عن كيفية صرف العلاجات للمرضى والمصابين بوباء الكوليرا
جميعهم افادو انه تم بيع كافة المغذيات (الثلاثين) التي وصلت للمرضى بيع وعكس مايدعيه المعنيون في الصحة انه يتم توزيعها للحالات الحرجة بل ومايزيد الناس سوءآ هو اننا وجدنا حالات مصابه بالوباء بما فيهم اطفال مرمية على الكراسي منتظرون ماذا سيقدم لهم من رعاية صحية حيال ذلك الا أن الوحدة الصحية وقفت عاجزة امام هذه الحالات المتوافدة ولم تقدم لهم شيئ من اسعافات اولية كحد ادنى بسبب عدم وجود ابسط المحاليل
سألنا اشخاص كثيرون عن كيفية وصول العلاجات افادو ان العلاجات لم يصل مما هو مخصص للوحدة الصحية حتى بنسبة 10% مقارنة ببعض الوحدات القريبة من الخطوط الرئيسية التي تكثر اليها الزيارات الميدانية من قبل المختصين والزوار
سألنا المواطنين كم عدد الموظفين في هذه الوحدة الصحية افادو ان عدد الموظفين مابين ستة الى ثمانية اشخاص ولم يداومو مطلقآ ما عدا مدير الوحدة وشخص آخر متطوع بجانبه وأفادو قائلين ان مدير مكتب الصحة قام بتسجيل اشخاص وهميين بداخل الوحدة الصحية ليتقاضى مرتباتهم المالية لصالحة في كل شهر وما يثبت ذلك هو تحفظه بختومات الوحدات الصحية الخاصة بمدرائها …………..
تفاصيل أخرى عن عدد المتوفين بسبب الوباء وعن كيفية نقل المرضى الى مناطق بعيدة وعن خسائر اهاليهم وشحة الامكانيات بسبب ظروف العدوان والحصار وعن كمية الادوية المقدمة من قبل المنظمات ووزارة الصحة الى محافظة ريمة وكيفية تعامل الكادر الصحي مع المواطنين وعن ابتزاز الناس مقابل تقديم قليل من العلاجات وعن كميات الادوية التي تنتهي صلاحياتها بداخل المخازن ويتم اتلافها من قبل مكتب الصحة بريمة
*في تحقيق لاحق*
#فساد_الصحة_بريمة
تحقيق *عاطف المرشدي*