المقالات

انعقاد الدورة التنظيمية لحزب المؤتمر.. خطوة نحو المستقبل

مما لا شك فيه ان الرؤية الوطنية بدأت تأتي أوكلها وتحقق بعض مؤشراتها على مستوى قرار العفو العام ، والمصالحة الوطنية،  وإصلاح وتنشيط العمل السياسي لمختلف الاحزاب والمكونات السياسية، انطلاقا من  التعددية السياسية وحرية التعبير عن الرأي والرأي الأخر.

 

وهذا ما عكسته الدورة المنعقدة لحزب المؤتمر الشعبي العام في العاصمة السياسية صنعاء،  وما صدر عنها من قرارات وتعيينات جديدة لإدارة الحزب، وشمولية هذه القرارات تعيين أحمد علي عبدالله صالح نائب رئيس الحزب، كرسالة مفادها نحن أبناء شعب واحد ندرك حجم المؤامرة وخطورة المشروع الاستعماري، والوطن الذي يتسع لكل المكونات والاطراف اليمنية بات مدركا لأهمية توحيد الصفوف في مواجهتكم وافشال مخططاتكم، ولن يكون ذلك مالم نطلق العنان لقيم التصالح والتسامح مع أبناء شعبنا اليمني مهما كانت أخطاء بعضنا لنكفر عنها بالتوحد ولم الشتات واعادة الاحتكام الى لغة العقل والمنطق، ورمي الماضي خلف ظهورنا وضرورة النظر نحو المستقبل.

 

ليس هذا فحسب بل ان تعليق صورتي علي عبدالله صالح وعوض عارف الزوكا في قاعة المؤتمر ، لا وجود لتشريع او نص قانوني بمنعه في العمل السياسي،  بل ان هذا تأكيد على رمزية اختلاف الرؤى على المستوى السياسي مع أنصار الله ، واتفاقهما في مواجهة العدوان واستمرار الصمود في مواجهته، وان من يقع في الخطاء مرة او يسقط في الفخ مرة يمكنه النهوض وان تطلب الأمر من حكومة الانقاذ الأخذ بيده.

 

أيها الشعب اليمني العظيم ان الحضور الملفت في الدورة المنعقدة لحزب المؤتمر ، وتوقيتها الحساس يثبت لكل الاطراف والمكونات السياسية ان اليمن يتسع للجميع مهما اختلفت الرؤى والتوجهات، وأنه حان الوقت لإنقاذ  ما يمكن إنقاذه من كرامة شعبنا وحريته واستقلاله ولن يكون ذلك مالم نؤمن بحرية الاختلاف ولغة الحوار ، وأهمية التعايش والتسامح ، والنظر صوب المستقبل لنكون جميعا في خندق الدفاع عن الوطن ومظلومية الشعب الصامد أمام آلة الموت والدمار والحصار الثلاثي والانتهاكات الجسيمة في شماله وجنوبه من قبل الغزاة والمحتلين وإياديهم المغرر بها من أبناء شعبنا اليمني، الذي خدع ولا يزال العدو مستمر في خداعة الى أن يحكم سيطرته الكاملة على كافة الأراضي اليمنية ليحولنا الى عبيد لخدمته وتلبية نزعاته وأهواءه الشيطانية الشريرة، وهيهات له ذلك.

 

أيها الأحرار المؤتمريين أن قيادتكم السياسية ممثلة بحكومة الأنقاذ ورئيس حزب المؤتمر يسعون جاهدين للوفاء بما تعدو به لكم على أن يظلوا أوفياء لكم ولوطنكم ولدستور والقانون، يمدون يد السلام لمن يحب السلام، ويتحالفون مع مختلف القوى المناهضة لأيادي الغدر والخيانة التي تريد العبث بكم وبخيراتكم وثرواتكم ، وقيمكم ومبادئكم،  وقطعها مهما كان الثمن.

 

يا أنصار الله ان رسائل المؤتمر في دورته المنعقدة لا تستهدف الداخل ببعض التفسيرات السطحية بل تهدف لضرب عمق الخارج وتعزيز مناعة الداخل بضرورة تقبل الاختلاف في وجهات النظر واحترام الرأي والرأي الأخر مع الايمان بضرورة أهمية التعايش والتوحد في مواجهة العدوان، كما هي رسالة للخارج بأن جماعة أنصار الله يثبتون للشعب اليمني وللخارج على حدا سوى بأنهم أهل لتنفيذ الرؤية الوطنية وعدوهم الأبدي هم اليهود وأمريكا واسرائيل.

 

كما هي رسالة الى مختلف الأحزاب والمكونات السياسية المخدوعة وعلى رأسها حزب الاصلاح ، مفادها يجب عليكم أن تأمنوا جانبنا وتعودوا الى صف الوطن وتمارسوا حياتكم السياسية وتغتنموا فرصة العفو العام، فمرحلة النصر قاب قوسين او أدنى ونحن نقيم عليكم الحجة وأن من يتقبل الاختلاف والشراكة في نفس الوقت يستمد قوته ونصرة من الله الذي خلق هذه السنن في الكون واوجد شعب عصي على الانكسار أثبت للعالم مدى جدارته لتحقيق المعجزات والمتغيرات وبأنه أهل للنصر والصفح مع المغرر من أبنائه.

 

وهناك رسالة الى قيادات وقواعد حزب المؤتمر في الداخل والخارج مفادها أن حزب المؤتمر الشعبي العام باقي وحاضر ورقم صعب لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية اليمنية ، وله قيادة حكيمة تدرك مسئولياتها، أمام مؤيديها وامام الشعب في أهمية الحضور الفاعل الى جانب أنصار الله والاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال، وتنفيذ مشروع الشهيد الصماد( يدا تحمي ويدا تبني )، ومن يلهث خلف المال او خانته ذاكرته فالتحق بالعدوان فالعفوا العام والمصالحة الوطنية تفتح له الباب ليعود الى حضن الوطن بين أهله ووطنه معزز مكرم.

 

بقلم /منصور البكالي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى