متى ينتشر الفساد وتفشل الخطط عن تحقيق أهدافها؟!
قبل الاجابة عن هذا السؤال نحب التذكير بأن خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه في الذكرى الرابعة للصمود الوطني في وجه العدوان، أكد على أهمية محاربة الفساد وتبني خطط وبرامج أسماها ” بالمضادات الحيوية ”
ومن هذا المنطلق أحببت تقديم إجابة مبسطة عن زمن أنتشار الفساد وفشل الخطط المؤسسية عن تحقيق أهدافها بقراءة تمهيدية وبشكل موجز وهيا كتالي :
عندما تغيب القيم وتتبخر المبادئ ويضعف جانب استشعار الرقابة الإلاهية، ويزيد الرياء ، يموت الضمير وتنتعش النزوات والغرائز المكبوتة في نفوسنا ، وتصبح أعمالنا مغلفة بأقنعة براقة الشكل متعددة الالوان فاشلة المضمون خالية من الاخلاص.
فتغيب الأهداف العامة في حضور الأهداف والمصالح الفردية ، من هرم المؤسسات وقياداتها الى قعر المكاتب التنفيذية على حساب مصالح المجتمع وحقوق أفراده.
ويأخذ العامل الزمني دورته الكافية لكشف الحقائق وترسيخ الصورة الذهنية في تفكير المجتمع عن الجهات الفاعلة في محيطها.
ومع هذا تبداء مرحلة التعبير عن هذا الصورة ونقلها بين أوساط المجتمع من خلال الشكاوي التي يتناقلها قلة من الأفراد الممتلكين للشجاعة في التعبير عن مظالمهم والجهات المتسببة في مصادرة حقوقهم او المتعاملة معهم بأسلوب مغاير للقيم والمبادئ المعمول بها ، فتنعدم الثقة بتلك المؤسسات وقياداتها، ويتولد الاحباط المجتمعي والمؤسسي ، وتزيد حالة النفير والابتعاد عن هذه الجهات من قبل الافراد والجماعات.
وبحكم التأثير والتأثر يصل الفساد والفشل الى داخل المؤسسات الرقابية والقضائية فتضيع الحقوق وتتعدد الشلليية داخل كل مؤسسة على حدة، ويتفق الفاسدون بشكل ضمني او في اجتماعات انفرادية مع أتباعهم على تبني استراتيجية تعميم الفساد وتبني الحلول الأنقاذية والترقيعية من خارج الخطط والبرامج التي وضعت لها، وتجهيز مبررات وهمية في التقارير المرفوعة او عبر وسائل الاعلام.
ولكن الكارثة لم تقف عند هذه الحدود ؛ وأنماء يتولد الاحتقان بين أبناء المجتمع وتكثر الازمات والمشاكل بأبعاد مختلفة وبشكل أوسع تتقزم أمامها ممارسات الفاسدين وفشل الفاشلين، لتصل الى بحث المجتمع عن حاجته عن الأمن والسلامة غير مبالي بحقوقه المسلوبة او حاجاته للتقدير والاحترام.
وهذا هو حال مؤسساتنا اليوم ، بل وصل مثل هذا الى داخل الجهات المحسوبة على المسيرة القرآنية هنا او هناك للأسف.
ولهذا اطلق قائد الثورة الضوء الأخضر لمعركة تحرير مؤسساتنا من الفساد والمفسدين خلال العام الخامس من الصمود بالتزامن مع خطة بناء الدولة .
ومن باب استشعارنا للمسئولية تطرقنا الى هذا الموضوع بطريقة مجملة خالية من التفاصيل والافصاح عن الجهات والاشخاص ، وتبني الأسلوب التحذيري لكل فاسد بأن يتوقف عن فساده ويدرك أن كل المعلومات والحركات والاجتماعات والاتصالات من حوله باتت مرصودة ولن يجد بعد اليوم من يشفع له كأنن من كان.
بقلم منصور البكالي