ما مصير الارهابيين الذين سيخرجون من سوريا بدعم اميركي؟
بعد الاتفاق المبرم بين كل من “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد)، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن وتنظيم “داعش” الإرهابي، والقاضي بخروج التنظيم التكفيري من آخر مناطقه بشرق الفرات.. سؤال جوهري يتبادر للأذهان: الى أين سيتجه ارهابيو داعش؟ وما هي خطة واشنطن لهؤلاء الارهابيين الخطرين؟
بدأت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ يوم السبت 9 فبراير/شباط، وبدعم الولايات المتحدة، شن هجوم على آخر جيب تابع لتنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة عملياتها بعد إجلاء المدنيين الموجودين داخل الجيب.
ويتمركز الجيب المحاصر التابع للتنظيم حول “باغوز” على الضفة الشرقية لنهر الفرات ويعد آخر معقل للتنظيم في هذا الجزء من سوريا الذي تقاتل فيه قوات تدعمها الولايات المتحدة.
وقام تنظيم “داعش” الارهابي، مع تضييق قسد الخناق على عناصره، بإحصاء عدد مسلحيه والتجهيز للخروج من شرق الفرات. وبحسب المصادر الخبرية، وجهة “داعش” التكفيري ما زالت غامضة “ولكن من المرجح أن مسلحيه سينقلون إلى صحراء الأنبار أو بادية التنف”.
ويتضمن الاتفاق الذي جرى لخروج الدواعش من شرق الفرات، يتضمن إخراج الجرحى وعلاجهم وتسليم بعض السجناء للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال مدير المركز الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مصطفى بالي، إن معظم المدنيين هم عائلات مقاتلي”داعش” الإرهابي.
فرار عائلات الارهابيين
فر العشرات من عائلات مسلحين أجانب، بينهم أتراك وروس واوكرانيون، من آخر معقل لجماعة “داعش” الوهابية شرقي سوريا مع فقدانهم أراض لصالح “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.
وتم نقل نحو 300 مدني في شاحنات إلى مخيم شمال شرقي سوريا بعد فرارهم من قرية باغوز التي تسيطر جماعة “داعش” على جزء منها.
وعند أطراف القرية وقف المدنيون في طابور للخضوع للاستجواب على يد الجنود الأميركيين وقوات سوريا الديمقراطية.
ثروة هائلة لدى ارهابيي داعش
أكد مدير ما يسمى بـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن أن هناك صيدا ثمينا سيكون بحوزة التحالف الأميركي و”قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” بعد السيطرة على آخر جيوب جماعة “داعش” الوهابية شرقي الفرات.
وصرح مدير المرصد، الثلاثاء، بأن نحو 40 طنا من الذهب موجودة لدى هذه الجماعة الارهابية، مشيرا إلى أنها سُرقت من العراق وسوريا وجرى تجميعها من كافة مناطق سيطرتها.
وأضاف أن جزءا من الذهب جرى صقله في الأراضي التركية وتمت إعادته إلى سوريا.
وتابع مدير المرصد قائلا: “نتحدث عن ثروة تضاهي ثروات دول.. كل ما نخشاه أن تذهب هذه الأموال للتحالف الدولي ولا تعود للشعبين السوري والعراقي أو أن يقوم التحالف بالتعتيم على الأمر”.
وأشار رامي عبد الرحمن إلى أن سبب عدم القصف المكثف في المنطقة ليس فقط وجود قادة من الصف الأول مطلوبين للتحالف، وإنما للحيلولة دون تدمير الثروة الذهبية التي بحوزة “داعش”.
ما هو مصير الارهابيين الفارين من سوريا؟
قوات سوريا الديمقراطية، أعلنت أنها انتزعت السيطرة على أراض جديدة من جماعة داعش الوهابية شرقي سوريا، يأتي ذلك في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على أن الولايات المتحدة ستسيطر على مئة بالمئة من المناطق التي تسيطر عليها الجماعة الإرهابية خلال اسبوع.
يبدو أن ادارة ترامب اتخذت قرارها بالقضاء على “داعش” نهائيا في سوريا والعراق، لكن في الواقع، خلف هذه التصريحات يحاول ترامب الظهور امام الرأي العام الاميركي خاصة وامام الرأي العام بمظهر البطل الذي خلص العالم من الارهاب.
وبحسب تقرير لفريق مراقبي الأمم المتحدة الذي صدر قبل فترة، فإن جماعة داعش الارهابية لم تهزم في سوريا بشكل نهائي، ولا تزال الجماعة الإرهابية هي الأخطر، مشيرا إلى وجود ما بين 14 و18 ألف ارهابي للجماعة في سوريا والعراق، من بينهم نحو 3 آلاف أجنبي في استنتاج يناقض تماما ما أعلنه الرئيس الأميركي بشأن القضاء التام عليها.
ووسط هذه التقارير والارقام المخيفة عن عدد الجماعة الارهابية المتبقية في سوريا والعراق، ظهرت الى السطح تقارير اعلامية تؤكد وجود اتفاق سري بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الاميركي و”داعش” من أجل خروج الجماعة الارهابية من آخر مناطقها شرق الفرات مشيرة إلى أن وجهة “داعش” الارهابية لا تزال غامضة، ولكن من المرجح أن ارهابييها سينقلون إلى صحراء الأنبار أو بادية التنف” حيث تنتشر القواعد العسكرية الاميركية ليكونوا تحت الوصاية الاميركية وبعيدا عن الاعلام، بحسب الخبراء.
وبالتالي فان صحت هذه المعلومات فان ما يجري ليس قضاء على داعش وانما هو اعادة تأهيل وتدريب لهذه الجماعات من قبل واشطن في الخفاء، وفي العلن يظهر الرئيس الاميركي على انه البطل قاهر الدواعش، ويزيد من رصيده في الانتخابات الرئاسية الاميركية للعام المقبل 2020 حسبما يرى مراقبون.
المصدر: العالم