لماذا تحول مسار لجنة التفاوض الخاصة بتبادل الأسرى الى التفاوض حول تبادل الجثامين !؟
تحول غير بريء بل هو سؤال يبحث عن الإجابات المنطقية، ويفتح الباب بمصراعيه أمام الكثير من التحليلات والتأويلات الكاشفة لمصير أسرى جيشنا ولجاننا الشعبية المحفوف بقائهم على قيد الحياة بالمخاطر الوحشية لقوى الطاغوت الوهابية ، بقدر ما يكشف عن طبيعة الإخلاق والقيم والمبادئ الارهابية لقوى العدوان ومرتزقته في تعاملهم مع الاسرى، وفي المقابل أخلاق وقيم شعبنا اليمني وقيادتنا السياسية والعسكرية في تعاملاتها الانسانية مع أسرى الطرف الاخر وبروز ذلك أمام العالم، فيزيد رصيدنا الانساني والاخلاقي ، مقابل تطرفهم ووحشيتهم.
وأول هذه التحليلات ينطلق من فرضية أن قوى العدوان مارسوا أبشع عمليات التعذيب مع أسرى جيشنا ولجاننا الشعبية لانتزاع بعض من الاعترافات والمعلومات المهمة ذات العلاقة بالعمل المخابراتي بعد فشل أدواتها وعناصرها المخابراتية في الميدان، مما تسبب بوفاة الغالبية منهم.
وثاني هذه التحليلات خشية قوى العدوان ومرتزقتهم من عودة أسرانا البالغ عددهم حول 8 الف أسير نحو الجبهات فيكون لهم أثر وتحولات على سير العمليات العسكرية في الميدان، فحاولت قوى العدوان التهرب عن أنجاح عملية التبادل الكل مقابل الكل او بالطريقة التجزيئية عبر دفعات ومراحل وهذه فرضية ضعيفة.
اما التحليل الثالث فهو أن الوفد الممثل للمرتزقة يعكس طبيعة محدودية المعلومات التي يمتلكها حول ملف الاسرى بحكم افتقادهم لأبسط القرارات وأنهم مجرد أدوات بيد الغزاة والمحتلين وليست من صلاحياتهم معرفة كافة المعلومات الخاصة بميدان المعركة والاسرة وما الى ذلك ، بل هم مجرد اداة خانت شعبها للمحتل الاجنبي، ولا تستحق ثقته ويتم تحريك هذا الوفد بالريموت من غرف العمليات وقياداتها.
فيما التحليل الرابع ينطلق من فرضية الحسابات العسكرية الخاطئة لقوى العدوان لطبيعة المعركة العسكرية وتحولاتها، وجهل تلك القوى بقدرات والمهارات العسكرية والقتالية لجيشنا ولجاننا الشعبية الذين صمدوا أمام مخططات قوى العدوان وتمكنوا من أفشالها بكل جدارة، منذ أربعة أعوام ، فكانت الحسابات مبنية على معطيات خاطئة جعلت قوى العدوان يقتلون كل أسير بعد أسره بفترة قصيرة لا تتعدى مرحلة التحقيق وانتزاع بعض المعلومات ليتم بعدها تكرار تعاملات الفكر الداعشي الوهابي مع الاسرى كما شاهدنا في العراق وسوريا وعدن وتعز وأبين.
والتحليل الخامس هو خوف قوى العدوان ومرتزقتهم من ملاحقات منظمات المجتمع الدولي الحقوقية والانسانية ، بعد انكشاف وحشيتهم وارتكابهم جرائم حرب بحق الانسانية ، وطبيعة تعاملاتهم المماثلة لتعاملاتهم مع الصحفي السعودي خاشقجي، فيثيرون بذلك السخط العالمي عليهم وعلى قياداتهم ، وترتفع المطالبات بملاحقتهم عبر الانتربول الدولي واصدار عقوبات أممية على دول العدوان وقيادتها، ويستمر الحلب الامريكي وغيره للبقرة السعودية.
فيما الإجابات التي يضمرها وفد المرتزقة بالهروب نحو ملف الجثامين مخصوصة لوفدنا الوطني المفاوض تقول له لقد تم تحويل أسراكم الى جثامين فلا داعي لتوريطنا امام الصليب الاحمر الدولي عن ذلك وستجدون غالبية اسماء أسراكم بين الجثث المتواجدة في الثلاجات الاماراتية والسعودية، وهذا هو الاحتمال الأبرز ، إضافة الى إطالة العملية التفاوضية نحو موضوع الجثث والاسرى لتهرب عن المسؤولية لإحلال السلام وتنفيذ أتفاق السويد ليأخذ مرتزقة العدوان في جبهة الساحل الغربي ما يكفيهم من الوقت لإعادة رص صفوف مرتزقتهم لشن هجوم مباغت على مدينة الحديدة مرة أخرى.
ومن هذا المنطلق نحمل لجنة الصليب الأحمر الدولي مسئولية رفع تقارير منصفة الى المنظمات الأممية الانسانية والحقوقية عن وضع أسرانا في سجون ومعتقلات قوى العدوان ومرتزقتهم، لتقوم بدورها في كشف وحشية قيادات دول العدوان أمام العالم والضغط على مجلس الأمن بأصدر قرارات فورية لوقف العدوان ورفع الحصار ، واصدار قرارات عقابية بحق هذه الدول والأنظمة الوحشية بحق الانسانية في اليمن.
بقلم /منصور البكالي