قوات الامن العراقية تحبط محاولة داعش لإحياء “ولاية الجنوب”
كشف قاض عراقي متخصص بقضايا الارهاب، الثلاثاء، عن الاطاحة بشبكة إرهابية مكونة من 16 عنصراً كانت مهمتها إعادة هيكلة ولاية الجنوب في تنظيم “داعش” واستهداف مناطق من العاصمة بغداد عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الارهابية.
وافادت “السومرية نيوز” ان قاضي محكمة التحقيق المركزية المختصة بقضايا الإرهاب “جبار عبد دلي الحجامي” والمختص بنظر قضايا قيادة عمليات بغداد قال إن “جهوداً قضائية استثنائية وبتنفيذ من استخبارات لواء 24 في قيادة عمليات بغداد تمكنت من الإطاحة بشبكة إرهابية مكونة من 16 عنصراً بينهم امرأة ضبط بحوزتها بريد يعود للتنظيم الإرهابي”، مشيراً إلى أن “البريد يتضمن أسماء قتلى ومعتقلين من التنظيم فضلاً عن كفالاتهم وأسماء المقاتلين”.
واضاف الحجامي ان “هذه الشبكة كانت تتواجد في مناطق حزام بغداد الجنوبي عند سيطرة التنظيم على بعض المحافظات ليتمكنوا من تنفيذ عمليات داخل العاصمة لكنهم لم يتح لهم ذلك، وبعد تحرير الأراضي انتقلوا الى اماكن متعددة كالقائم وسوريا”، لافتا الى ان “اعترافات المتهمين ذكرت أن أوامر صدرت بإعادة هيكلة ولاية الجنوب وجمع اكبر عدد من المقاتلين والسلاح لتنفيذ سلسة من الهجمات الانتحارية والاغتيالات داخل العاصمة بغداد واوكلت هذه المهمة لعناصر هذه الشبكة “.
وتابع ان “الارهابيين كانوا يعملون ضمن ما يسمى قاطع الحمزة في ولاية الجنوب”، موضحا ان “الاوامر كانت تقضي بالانتقال للتواجد والاندماج داخل بغداد للتمويه وجمع اكبر عدد من المقاتلين والسلاح”.
واكد “ضبط 4 مضافات تحتوي على أسلحة وعبوات لاصقة وأجهزة كاتمة وأحزمة ناسفة بكميات كبيرة كانت معدة لتنفيذ هجماتهم الإرهابية”، لافتا الى ان “ولاية الجنوب في داعش الإرهابي يبدأ قاطع مسؤوليتها من محافظة البصرة ولغاية مناطق حزام بغداد الجنوبي وبعدها اوكلت مهمة تنفيذ العمليات داخل بغداد لهذه الولاية بعد ان كان تنفيذ هذه العمليات من مهام ما يسمى ولاية بغداد قبل ان يتم تفكيكها والقبض على اغلب أفرادها”.
وبين القاضي المختص ان “الجهود القضائية الاستثنائية أطاحت بعناصر هذه الشبكة الارهابية فضلا عن جهود القوات الامنية والمتمثلة باستخبارات لواء 24 في قيادة عمليات بغداد”، منوهاً الى ان “عناصر الشبكة كانوا يتنقلون باستخدام هويات احوال مدنية مزورة”.
“ابو نور” وهكذا يكنيه التنظيم والبالغ من العمر 33 عاما يشغل منصب العسكري لقاطع الحمزة في ولاية الجنوب يروي في اعترافاته أمام القاضي المختص كيفيه انتمائه للتنظيمات الارهابية وابرز العمليات التي نفذها وكيفية تكليفهم بإعادة هيكلية الولاية.
وقال الإرهابي “انتميت لما يعرف بالجيش الإسلامي مطلع عام 2012 واعتقلت من قبل الأجهزة الأمنية وأودعت في سجن ابو غريب وتمكنت من الهرب عند الهجوم على السجن خلال عام 2013 ، مكثت في الرضوانية في إحدى المضافات لمدة ثلاثة أشهر”.
وأضاف “انتقلت إلى الأنبار لساحات الاعتصام آنذاك التي كانت تدار بشكل سري من قبل عناصر تنظيم داعش عبر خيم خاصة بهم تتوفر فيها أسلحة، على الرغم من أن الناس في الظاهر كانت تعتقد بأنها تظاهرات واعتصامات سلمية”.
وتابع “بايعت التنظيم بعد دخوله محافظة الأنبار ثم انتقلت الى الفلوجة ومن ثم كلفت بالرجوع الى مناطق حزام بغداد وتحديداً الرضوانية لتنفيذ عمليات داخل بغداد، وبالفعل نفذنا العديد من العمليات ابرزها الاغتيالات واستهداف قوات الجيش “، بحسب ما يروي الارهابي ابو نور.
واكد “بعد ان سيطرت القوات العسكرية والامنية العراقية على جميع المناطق انتقلت الى القائم وبعدها صدرت اوامر بالرجوع الى بغداد وإعادة هيكلة ولاية الجنوب وتهيئة مقاتلين لتنفيذ عمليات داخل العاصمة”، لافتا الى “انني انتقلت الى منطقة الكريعات والتقيت بآمر إحدى الكتائب ضمن قاطع الحمزة ولاية الجنوب وتمكنا من تأمين اتصالات مع القيادات ومع العناصر الموجودة في مناطق حزام بغداد”.
وبين الإرهابي “تمت تهيئة المقاتلين والأسلحة تمهيداً لاستهداف مناطق داخل العاصمة بسلسلة تفجيرات انتحارية واغتيالات بعد خسارة التنظيم لجميع المناطق التي كان يسيطر عليها”.
ويكشف الإرهابي في معرض اعترافاته عن دوره في التفجير الانتحاري الذي استهدف متنزهاً في مدينة الشعلة خلال شهر رمضان عام 2018 حيث أفاد “اتصل بي المكنى (أبو حسن) وهو من يقوم بنقل الانتحاريين من القائم الى بغداد وطلب مني الحضور الى المضافة الواقعة جنوب بغداد في الرضوانية ليطلب مني نقل انتحاري الى داخل بغداد “.
وتابع “قمت بنقل الانتحاري الذي يبلغ من العمر 19 او 20 عاما وهو عراقي الجنسية وكان مجهزا بالحزام الناسف ويرتدي ملابس واسعة حتى لا يتمكن احد من مشاهدته، أوصلته الى جسر صدام في الدورة ومن ثم استأجرت له سيارة أجرة وطلبت من السائق إيصاله إلى مدينة الشعلة ليطلب مني اجرة مقدراها 10 آلاف دينار”، مبيناً ان “الاتفاق مع الانتحاري كان هو استهداف الشعلة وتحديدا الشارع التجاري اما اختيار مكان التفجير فقد تركنا الخيار للانتحاري على ان يكون مكانا مكتظا بالمواطنين”.
واستكمل “عدت الى المكان الذي كنت امكث فيه في الكريعات وتأكدت في المساء من تفجير الانتحاري لنفسه من خلال وسائل الإعلام”.
إرهابي آخر وهو “ابو بلال” كما يكنى داخل التنظيم، يبلغ من العمر 46 عاما يروي في اعترافاته “شغلت منصب اداري قاطع الحمزة ولاية الجنوب وكان القاطع يشمل مناطق الحركاوي واليوسفية والرضوانية وكرطان وكراغول”.
وتابع “انتميت لتنظيم القاعدة عام 2010 عن طريق احد الاصدقاء، وبعد سيطرة تنظيم داعش بايعته وانتقلت الى الفلوجة ومن ثم عدت الى مناطق حزام بغداد للمشاركة بتنفيذ عمليات داخل بغداد” بحسب ما يروي الإرهابي.
وعن عملياته، ذكر أبو بلال “قمت بنقل الأموال من الفلوجة إلى القائم عند السيطرة عليها من قبل الجيش العراقي وإدارة شؤون أفراد التنظيم فضلاً عن تكليفنا بتهيئة مضافات للمقاتلين تمهيدا لتنفيذ العمليات”.
من جانبه، أفاد الإرهابي ابو عبد البالغ من العمر 37 الذي يقوم بدور الناقل في ولاية الجنوب بالقول “عند خروجي من السجن عام 2007 وجدت مدينتي جرف الصخر تشهد صدامات مسلحة بين عدة فصائل وبعدها تمكن الجيش الإسلامي من السيطرة على المدينة، انتميت بعد ذلك إلى صفوف الأخير”، موضحا انه “عند سيطرة التنظيم على بعض المحافظات انتقلت الى صحراء الانبار ومن ثم الى القائم حتى بايعت التنظيم هناك”، بحسب ما يذكر الإرهابي.
وتشير التحقيقات الى ان الارهابي ابو عبد اوكلت اليه مهمة الناقل ضمن ولاية الجنوب كونه لديه معرفة جيدة بالصحراء والطرق النيسمية ما مكنه من نقل الانتحاريين والاسلحة من القائم الى بغداد.