CNN: هكذا كشف سجن الهذلول والبتيري واقع القمع بالسعودية
نشر موقع شبكة “سي أن أن” تقريرا، تحت عنوان “الزوجان السعوديان الشهيران المختفيان يسلطان ضوءا على حملة القمع ضد المعارضة”.
ويشير التقرير، إلى أن الممثل الكوميدي فهد البتيري، والناشطة لجين الهذلول، نظر إليهما على أنهما قوة في السعودية، التي خفت فيها القيود الاجتماعية، حتى اختفيا عن الأنظار.
ویفيد التقرير بأن النقاش حول اختفائهما انتشر كالنار في الهشيم؛ لأنه سلط الضوء على حملات القمع ضد المعارضين في السعودية، مشيرة إلى أن النقاش وصل إلى ذروته بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيع جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول.
ويلفت الموقع بأن الكاتب والمنتج التلفزيوني الأمريكي كيرك رودل نشر تغريدات عن صداقته مع فهد البتيري، الذي وصفه بأنه “جيري سبرينغر السعودي”، فيما انتشر اسم لجين بصفتها ناشطة داعية لوقف الحظر على قيادة السيارات، مشيرا إلى أنهما لا يزالان معتقلين منذ العام الماضي.
وينوه التقرير إلى أن رودل نشر تغريدات عن لقائه معهما في لوس أنجلوس قبل عدة سنوات، عندما كان يسجل برنامجا تلفزيونيا، وواصل تبادل الرسائل معهما، وكتب قائلا: “أريد رؤية ما يمكنهما فعله في هذا العالم لو منحت لهما الفرصة.. أريد أن أتناول معهما العشاء يوما”، في إشارة إلى موعد للقاء على العشاء في أثناء وجودهما في المدينة، لكنه لم يتم لانشغالات رودل.
وتنقل الكاتبة عن رودل قوله إنه مندهش من إعادة نشر التغريدات بعشرات الآلاف منها، بما في ذلك رد من النائب عن كاليفورنيا آدم شيف، الذي وعد بأنه سيتصل بالسفير السعودي في الولايات المتحدة لطرح الموضوع معه، وقال رودل: “كانت الردود قوية وإيجابية، وشعر الكثيرون ممن لا يعرفونهما، أو لا يشتركون مع الزوجين السعوديين بالكثير، بالغضب لانفصالهما”.
ويذكر الموقع أن الهذلول (29 عاما) اعتقلت في آذار/ مارس العام الماضي، في أثناء قيادتها سيارتها في الطريق السريع في الإمارات، حيث كانت تعيش، ومن ثم رحلت إلى السعودية واحتجزت، لافتا إلى أنه تم رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة لكن بعد أشهر من اعتقالها.
وبحسب التقرير، فإنه تم اعتقال البتيري (30 عاما) في الفترة ذاتها، حيث كان يعيش في الأردن، ووضع على متن طائرة إلى السعودية قبل الإفراج عنه، بحسب أربعة أشخاص، مشيرا إلى أنه من غير المعلوم سبب اعتقاله.
وتقول قبلاوي إنه أفرج عن الهذلول بعد أيام، ثم اعتقلت مرة أخرى في حملة طالت 11 ناشطة أخرى، حيث لا تزال في السجن، وتعرضت وبقية الناشطات لتعذيب وصعق كهربائي وجلد وتحرش جنسي، بحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش” و”أمنستي إنترناشونال” وثلاثة أشخاص على علاقة بهن.
ويشير الموقع إلى أنه بالإضافة إلى الهذلول، فإنه تم اعتقال كل من الناشطة عزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، ونوف عبد العزيز، وسمر بدوي وهتون الفاسي، واتهم الإعلام الرسمي الناشطات بإقامة “علاقات مريبة مع كيانات أجنبية لدعم نشاطاتهن، وتجنيد أشخاص يديرون مؤسسات حساسة في الحكومة، وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج”، لافتا إلى أن المساعد السابق لولي العهد محمد بن سلمان، سعود القحطاني، حضر جلسات التعذيب، وقام بتهديد الناشطات بالاغتصاب وقتلهن، ورمي واحدة منهن في مياه الصرف الصحي.
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة الشبكة للتعليق حول مزاعم التعذيب، ودور القحطاني في سجن الهذلول والبتيري والتحقيق معهما، مشيرا إلى أن محاولات الوصول إلى القحطاني من خلال الحكومة السعودية لم تنجح.
وتنوه الكاتبة إلى أن الحكومة السعودية نفت مزاعم التحقيق في بيان لشبكة “سي أن أن” بعد التقرير الذي نشرته منظمة “هيومان رايتس ووتش” في تشرين الثاني/ نوفمبر، وقال مسؤول في ذلك الوقت: “لا يوافق النظام القضائي السعودي على التعذيب، ولا يدعمه، أو يسمح باستخدام التعذيب، وأي شخص، سواء كان رجلا أم امرأة، يتم التحقيق معه فإن ذلك يمر من خلال الإجراءات القضائية المعمول بها، التي لا تعتمد على التعذيب الجسدي أو الجنسي أو النفسي”.
ويشير الموقع إلى ما قالته تركيا عن دور القحطاني في عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي، التي أنكرتها السعودية في البداية، ثم قالت إن موته كان نتيجة الخطأ، ثم ألقت الحكومة المسؤولية على القحطاني وحفنة من المسؤولين الأمنيين، وتم عزل القحطاني من منصبه بصفته مديرا للاتصالات والإعلام لمحمد بن سلمان.
ويفيد التقرير بأن هذه الجريمة أدت إلى شجب دولي، وشوهت سمعة ولي العهد، الذي استنتجت “سي آي إيه” أنه هو الذي أمر بالجريمة، فيما نفت الرياض أن يكون ولي العهد علم بالجريمة، أو أنه أمر بها، وقالت إن هذه التقييمات التي تشير إلى تورطه غير صحيحة، مشيرا إلى أن النائب العام طالب بإعدام خمسة من 11 متهما بالجريمة.
وتنقل قبلاوي عن الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان هالة الدوسري، قولها إن السعوديين “تجرأوا” للحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان منذ جريمة قتل خاشقجي، وأضافت: “كان هناك صمت واسع بعد اعتقال النساء، حيث ظن أن اعتقال النساء كان خطأ”، إلا أن وفاة خاشقجي “منحت حسا بالضرورة بأن هذا أمر خطير، فقد تم استهداف أشخاص وقتلهم”، مشيرة إلى أن الشجب المحيط بانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة لا يزال حاضرا في الغرب.
ويورد الموقع نقلا عن عدد من النواب والمحامين البريطانيين، قولهم في الأسبوع الماضي إنهم يريدون الحصول على إذن لزيارة المعتقلات الناشطات، فيما قال النائب كريسبين بلانت: “هناك قلق بشأن الظروف التي اعتقلت فيها الناشطات، التي قد تكون أقل من المعايير السعودية والدولية”.
ويلفت التقرير إلى أن هناك شخصا ظل صامتا، وهو البتيري، فمنذ الإفراج عنه فإنه ابتعد عن الظهور في العلن، وأغلق حسابه على “تويتر”، رغم متابعته من مليون شخص، ورفض التعليق على اعتقاله والهذلول، مشيرا إلى أن روديل تذكر في تغريدة نشرها الأسبوع الماضي لقاءه القصير مع البتيري والهذلول، حيث أخبره أن “زوجته مشهورة أكثر منه”، وفي الوقت الذي كانت فيه زوجته تجلس خلف مقود السيارة كان البتيري يكتب كلمات أغاني فيديو “لن تقودي”، الذي حظي بـ 16 مليون مشاهدة على “يوتيوب”.
وتبين الكاتبة أنه بعد اعتقالها الأول، حيث قضت 73 يوما في عام 2014؛ لمحاولتها قيادة السيارة، كان البتيري يقدم اسكتشات في السعودية، وفي شباط/ فبراير 2017 وصف اعتقالها لصحيفة “فايننشال تايمز” بأنه مشكلة يحذر الكثيرون من مناقشته.
وبحسب الموقع، فإن البتيري طلق لجين بعد الإفراج عنه في ظروف وصفها ناشطون بالغامضة، وقال شخصان إن الأسباب غير معروفة للجين وعائلتها.
ويختم “سي أن أن” تقريره بالإشارة إلى قول الناشط يحيى عسيري: “كل ما نعلمه أنه طلقها، لكننا لا نعرف السبب، ولا حتى لجين، وحتى أنها تفضل الصمت بشأن هذا الموضوع، وكذلك عائلتها؛ لأنهم لا يعرفون السبب”، وأضاف أن فهد اختفى نهائيا، فهو ليس سجينا، لكنه ليس حرا.
عربي 21