الأخبار العربية والدولية

نائب أميركي: واشنطن تفتقد إلى استراتيجية حقيقية في سوريا

قال الكاتب جيفري أرونسون في مقال له في مجلة “The American Conservative”، ان الأفكار التي تطرحها واشنطن لإنشاء حلف “ناتو عربي” ما هي سوى “أفكار” فقط، كما ذكّر أن واشنطن كانت قد وضعت خطة قبل أشهر بقيام مصر والسعودية بنشر قواتهما في شرق سوريا، دون ان تترجم هذه الفكرة الى فعل.

وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب طلب من الجنرال الاميركي المتقاعد أنتوني زيني، قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي السابق، العمل على إنشاء حلف “الناتو العربي”، موضحا أن زيني سيتوجه الى المنطقة قريباً لبحث هذا الموضوع، موضحا انه “سبق وان طُرحت هذه الأفكار حول الأمن الجماعي بالشرق الأوسط، لكن دون تحقيق النجاح بأي منها”.

وأضاف الكاتب أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حاولت الولايات المتحدة مراراً إنشاء تكتلات بين الدول العربية”، وتابع ان واشنطن حتى الآن لم تعالج المشاكل التي تعرقل “دحر إيران” والتي “قوضت الحلفاء” الذين انضموا إلى هذه السياسات للتصعيد ضد ايران.

وأردف ان التحديات أمام إنشاء تكتلات “دفاعية جماعية” لا تزال موجودة، وقال ان من بين هذه التحديات “كسب التأييد السياسي والعملاني لالتزام موحد بين كافة أعضاء أي تحالف”.

وتابع الكاتب ان ضرورة ادخال قوات برية اميركية الى المنطقة قد تتقلص، مشددا على ان تحقيق هذا الهدف سيكون عملية طويلة ومكلفة تتطلب تدريبًا وتجهيزًا مكثفًا لأعوام، معتبرا ان دول الشرق الأوسط الحليفة لواشنطن ستبقى تعتمد بشكل كبير على القوات الغربية في المستقبل المنظور.

أصوات أميركية تدعو إلى التصعيد في سوريا في حال تمت عملية استعادة ادلب

بدوره، رأى الكاتب “Bret Stephens” في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الآثار الاستراتيجية لنجاح الجيش السوري وحلفائه باستعادة محافظة إدلب يجب أن تكون واضحة، وتتمثل بـ “إنشاء إيران “هلالًا شيعيًّا يمتد من بندر عباس بالخليج الفارسي إلى وادي البقاع في لبنان، وروسيا ستنجح بإعادة تأكيد انتصارها في الشرق الاوسط وإمكانية صنع قرارات بهذه المنطقة، بالإضافة إلى ان حزب الله سيوسع نفوذه اكثر في سوريا”.

واعتبر الكاتب ان الأطراف الخاسرة ستكون تركيا والكيان الصهيوني وأوروبا، زاعما ان الشعب السوري أيضاً سيكون من الخاسرين.

وقال الكاتب إن اي هجوم من قبل الجيش السوري وحلفائه على إدلب يجب أن يكون خطًا أحمر لإدارة ترامب، مضيفا أنه إذا ما تخطت دمشق هذا الخط، فإن واشنطن ستتمكن من تدمير ما “تبقى من القوات الجوية السورية” و”مدارج المطارات التي تستخدمها ايران من اجل تزويد قواتها في سوريا”، على حد تعبيره.

الكاتب أضاف أن الهدف الاكبر يجب ان يكون توجيه رسالة مفادها ان لدى الولايات المتحدة القدرة والاستعداد لتحقيق أهداف اساسية في السياسية الخارجية بثمن مقبول، واوضح ان هذه الاهداف هي منع “كارثة انسانية”، و”جعل الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة اي عملية عسكرية في ادلب، وكسب الأوراق من أجل العمل الدبلوماسي في المستقبل، وإثبات فاعلية اميركا كشريك أمام الحلفاء الإقليميين، شرط أن يكون الحلفاء مستعدين للقيام بالعمل المطلوب منهم هم ايضاً”، على حد قولهم.

من جهته، كتب النائب الاميركي عن الحزب الجمهوري “Adam Kinzinger” مقالة نشرت على موقع “Defense One”، قال فيها ان الولايات المتحدة لا تزال تفتقد الى استراتيجية حقيقية في سوريا، مضيفا ان الهجوم من أجل استعادة ادلب سيكون “مروعًا اكثر من اي شيء سبق أن شاهدناه بهذا النزاع”.

وأشار الكاتب إلى ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تقف جانباً وتسمح “بتفاقم الأزمة الانسانية”، زاعماً بأن “محادثات السلام بين تركيا وروسيا وايران قد فشلت”، مضيفا “حان الوقت كي تتحرك أميركا، لأن ما سيحدث في سوريا والشرق الاوسط سيؤثر بشكل كبير في الأمن القومي الاميركي وفي أمن الاجيال المستقبلية”.

وتحدث الكاتب حول ضرورة وجود استراتيجية اميركية طويلة الأمد في سوريا تشمل “نهاية نظام الرئيس السوري بشار الاسد”، وقال إن مثل هذه الاستراتيجية تتطلب بقاء القوات الاميركية في سوريا وتعزيز مناطق خفض التصعيد، وإنشاء منطقة حظر طيران”.

الكاتب اشار إلى أنه قام مع عدد من النواب الآخرين في “الكونغرس” بارسال رسالة باوائل شهر تموز/يوليو الماضي، حثت البيت الابيض على إعداد استراتيجية رسمية تدعو الولايات المتحدة الى الحفاظ على “تواجد قوي في سوريا” و”إنشاء مناطق حظر طيران على الحدود السورية الشرقية و الجنوبية”.

موقع العهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى