مسؤول أميركي سابق: ايران ليست كوريا الشمالية وترامب يحول المشكلة الى أزمة
انتقد مسؤول أميركي سابق، والمحلل السياسي البارز في مركز أبحاث كارنيغي للسلام الدولي، الرئيس الاميركي الحالي، قائلا ان ترامب يحول المشكلة الى أزمة، مضيفا أن ايران ليست كوريا الشمالية.
وحذّر جاريت بلانك نائب رئيس مكتب تنفيذ الاتفاق النووي في الإدارة الاميركية السابقة، إدارة دونالد ترامب من الفشل الاستراتيجي في التعامل مع ايران، ومن تكرار نفس الاستراتيجية غير الناجحة مع كوريا الشمالية، وكتب: ان ايران ليست كوريا الشمالية.
وفي مقال له نشره موقع “بوليتيكو، كتب بلانك: يبدو ان التهديد الذي كتبه ترامب على توتير ضد ايران، والذي كتب كل كلماته بالحروف الكبيرة، هو ترجمة دقيقة لتوجهاته حيال كوريا الشمالية، والمتمثلة في فرض الحظر ونشر البيانات والتصريحات غير المسؤولة الشبيهة بنهاية العالم، والقول لنرى ماذا سيحدث؟.
وصرح هذا المسؤول الاميركي السابق: ان سياسة ترامب بشأن كوريا الشمالية فشلت الى حد كبير في الحصول على المصالح الاميركية، وقد ورد في الاخبار ان شخص الرئيس يعترف في الاوساط الخاصة بهذا الامر. ورغم ان ترامب اعلن النصر الا ان كوريا الشمالية لم تقم بأي إجراءات لتفكيك ترسانتها النووية ولم تلزم نفسها اصلا بهذا الامر.
وأكد بلانك على التباين بين كوريا الشمالية وايران، وكتب لن تحصل اي مساومة كبرى بين واشنطن وطهران، واصفا سياسة ايران بأنها أكثر تعقيدا من كوريا الشمالية، وذلك ناتج عن تجربة ايران من الحرب العراقية الايرانية (التي شنها صدام على ايران من 1980 الى 1988).
وتساءل بلانك: اذا لم تتجه عنجهيات ترامب الهجومي ضد ايران، نحو اتفاق او خفض للتوتر، فإلى أين ستقودنا؟ العزلة ام الحرب؟، ورأى انه رغم الحظر الاميركي، اذا تمكنت اوروبا وسائر الاعضاء الباقين في الاتفاق النووي من إيجاد سبيل لمواصلة شراء النفط والتعامل التجاري مع ايران، ففي هذه الحالة ستفقد واشنطن المزيد من نفوذها وتأثيرها، وإذا فشلت اوروبا والآخرون في صيانة الاتفاق النووي المصغر والممزق، فمن المؤكد ان ايران ستعود الى إجراءاتها النووية الاستفزازية، حسب وصفه.
وأنهى هذا المسؤول الاميركي السابق مقاله، بالقول سواء نجحت اوروبا وسائر الاعضاء الباقين في الاتفاق النووي من صيانة هذا الاتفاق ام لا، فإن ترامب يحول مشكلة الى أزمة، ومن المؤكد ان استراتيجية إدارته حيال ايران ليست اكثر انسجاما وعملية من استراتيجيته إزاء كوريا الشمالية، وهذا الموضوع سيؤدي الى أن تكون نسخته الايرانية من “النار والغضب” أغرب وأخطر من كوريا الشمالية.
وكان ترامب قد استخدم عبارة “النار والغضب” بشأن كوريا الشمالية العام الماضي، حيث قال: من الافضل لكوريا الشمالية ان لا تهددنا اكثر من ذلك. لأنهم سيواجهون نارا وغضبا لم يشهده العالم قبل ذلك.