7 في مقابل 12، ايران وامريكا والافاق النووية
تجري المفاوضات بين ايران واصحاب الاتفاق النووي بحذر شديد، حيث تامل امريكا ان تؤثر تهديداتها وتتوصل الى اتفاق معدل للاتفاق النووي المبقرم بين ايران و5+1. ورغم ان الجانبين علقا المستقبل على تحقق شروطهما الا ان الشروط الامريكية كما وصفها البعض تبدو تعجيزية وخيالية اكثر منها واقعية .
بالامس جرت مفاوضات بين ايران ومجموعة 4+1 في فيينا ليعلن بعدها ممثل ايران الى الاجتماع ان الجانب الاوروبي قال ما يطمئننا للبقاء في الاتفاق النووي. طبعا هذا التصريح يأتي في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الفرنسي امانويل ماكرون قد صريح في وقت سابق بان بلاده لن تدخل في حرب تجارية مع امريكا من اجل ايران. كما اعلن مؤخرا بان الشركات الفرنسية يجب ان تتخذ قراراتها بنفسها فيما يخص تبعات التعامل مع ايران . ورغم انه لم تترشح اية تفاصيل حول الاجتماع الذي عقد في فيينا، ولكن الامر المفروض في الظروف الراهنة هو ان ايران ليس لديها ما تفقده ولذلك فانها اكثر عزما وصلابة من اي وقت مضى للتعاطي مع الظروف الجديدة وعالم مع بعد الاتفاق النووي، وذلك لان ايران ورغم التزامها ببنود الاتفاق النووي – التقارير الـ11 للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد هذا الامر- الا ان غالبية غالبية مفاصل حظر الذي كان مفروضا عليها بقيت على حالها ولم تلغى كما وعد الجانب الاخر، وفي نفس الوقت وفي حين انها نفذت جميع تعهداتها جوبهت باطماع امريكية ومؤخرا اوروبية مضطردة لتواجه اخيرا بمسالة ضرورة توسيع نطاق الاتفاق النووي ليشمل المجالات الصاروخية والنفوذ الايراني على الصعيد الاقليمي.
ان امريكا ومن خلال وضعها لـ12 شرطا تبدو واثقة من ان التهديدات بفرض الحظر ستؤتي أكلها وترغم ايران على الجلوس الى طاولة مفاوضات جديدة لتوسع نطاق اتفاق نووي هدفه الغائي سلبها اي قدرات وامكانيات من شأنها تحقيق التقدم والتطور من جهة، و النيل من اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة اخرى.
الحديث عن ان اي الرؤيتين ستتحقق في المستقبل ليس بحاجة الى وقت طويل ولكن التدقيق في بعض الامور من شأنه رسم الاطار العام لهذا المستقبل المنظور.
النقطة الاولى هي ان اوروبا وكذلك امريكا مرت بتجربة مماثلة لنكث العهد مع ايران خلال الاعوام السابقة، والنتيجة كانت وصول ايران الى مستوى تخصيب بنسبة 20 بالمائة ودخولها نادي الدول النووية ما ادى بالتالي الى الاعتراف رسميا بحقها في مجال تخصيب اليورانيوم. ولذلك فان العودة الى نكث العهود وعدم قيام الجانب الاوروبي بما يجب عليه لانقاذ الاتفاق النووي سيواجه بالتجربة الايرانية السابقة ولكن هذا المرة على نطاق ومستوى اعلى .
النطقة الثانية هي ان السيناريو المقبل وبعبارة اخرى الخطة b التي وضعتها الجمهورية الاسلامية الايرانية لحقبة ما بعد عجز الجانب الاوروبي في انقاذ الاتفاق النووي هي خطة واضحة وعملانية. المطالب الايرانية واضحة وشفافة ، والتجربة تثبت ايضا بان ايران تفي بكلامها ووعودها، هذا فضلا عن ان صمود الايرانيين حول الاوضاع الى صالحها والتهديدات الى فرص ذهبية . في المقابل فان مصير الحظر الامريكي بمختلف انواعه واشكاله ايضا واضح ومدى تاثيره على مدى العوقد الاربع الماضية ايضا واضح .
النقطة الثالثة هي ان عجز الجانب الاوروبي على صعيد تلبية المطالب الايرانية يعني عودة ايران الى ظروف ما قبل الاتفاق النووي، ولكن هذه المرة بوتيرة متسارعة وعزيمة وارادة اكثر صلابة وانجازات اكثر تميزا من السابق. اما عدم تحقق الشروط الامريكية يعني تشديد حظر تحملت ايران في السابق مثله وحققت غالبية انجازاتها في ظله .
هناك تسريبات تشير الى ان الجانب الاوروبي وبموازاة ما يبذل من محاولات لاقناع ايران، قدم وعودا الى ترامب ببذل مساعي لاجراء تعديلات على الاتفاق النووي وفق رؤيته، هذا في حين ان ايران تؤمن جزما بقانون “المجرب لا يجرب”.