الأخبار العربية والدولية

ورقة نزع سلاح المقاومة سقطت

تمت الانتخابات البرلمانية اللبنانية رغم كل التحديات التي واجهتها بنجاح، والان يمكن بكل سهولة الحديث عن منعطف جديد في تاريخ لبنان، منعطف يتجاوز الاصطفافات السابقة مثل 14 آذار و8 مارس، وتقسيم التاريخ الى ما قبل فوز المقاومة وما بعده.

وحتى اشهر قليلة وفي ظل تدخلات السعودية المباشرة كانت الجهود باتجاه اسقاط الحكومة اللبنانية الفتية، وجر الساحة اللبنانية التي شهدت نوعا من الاستقرار للتو، الى اتون الفوضى والسقوط، لكن قوة ووحدة موقف الرئيس اللبناني والمقاومة منع من مضي ذلك السيناريو، حيث كان السعي في حينها باتجاه تقديم حزب الله والمقاومة على انهما السبب الرئيس وراء عدم الاستقرار في لبنان من خلال توجيه صدمة كبيرة عبر اسقاط الحكومة، ما يؤدي الى استهداف مكانة حزب الله لدى الرأي العام.

القراءة السياسية للموقف في حينها كانت تشير الى ان بذور هذا المشروع ستعطي ثمارها في بلد مثل لبنان في مرحلة لاحقة وخاصة في الانتخابات النيابية المقبلة وستحقق اهدافها الخبيثة والفتنوية، ولذلك فان الانسجام والتنسيق الكامل بين حزب الله وحلفاءه ركز على منع تحقيق اهداف هذا السيناريو، ولذلك عاد رئيس الحكومة الى الوطن بعد الضغوط التي مورست عليه ومنعه من قبل السعودية من العودة مجددا الى لبنان، فيما كشفت في الاعلام لاحقا حجم الضغوط التي مورست عليه.

تأكيد المقاومة والرئيس عون ومن قبلهما الشعب اللبناني ضرورة عودة الحريري رئيس الحكومة واتفاق اللبنانيين على ضرورة بقاءه في موقعه، ووحدة موقفهم الرافض لتدخل السعودية في شؤون بلادهم جعل الامور تسير باتجاه لم يكن في حسبان السعوديين، في هذه الاثناء انجازات المقاومة في مواجهة التهديدات الامنية للبنان زاد من مستوى شعبية المقاومة، حيث البذرة التي زرعتها المقاومة للدفاع عن امن لبنان خلال السنوات الاخيرة وخاصة في السنتين الاخيرتين، اثمرت ثقة بالمقاومة في الانتخابات النيابية.

ومن خلال قراءة موضوعية للانتخابات النابية التي جرت الاحد في لبنان تبرز عدة نقاط مهمة :

الاولى ان هذه الانتخابات كشفت عن ان الشعب اللبناني يؤمن بصدق المقاومة، ويعرف رجالها على انهم رجال عمل وليس شعارات، كما انه يؤمن بعمق بمثلث الشعب والجيش والمقاومة.

النقطة الثانية هي ان نتائج الانتخابات بينت انه خلافا للدعاية المضادة، فان الناس ليس فقط لم يملوا المقاومة، بل يعتبرون ان الوحدة تحت لواءها هو السبيل الوحيد نحو النجاة.

ثالثا ان تصويت اللبنانيين للمقاومة يدل على  ان حظر حزب الله ووصمه بالارهاب في كثير من وسائل الاعلام والاوساط الغربية والاقليمية لم يترك ادنى تأثير على ارادة الناس في المطالبة بعزة واستقلال لبنان.

والنقطة الرابعة ان التدخلات السعودية واعداء المقاومة من انفاق للاموال، والدعوة الى عدم المشاركة في الانتخابات مقابل دفع الدولارات، واتهام حزب الله بالتدخل في شؤون الدول الاخرى من اليمن حتى  المغرب وقضية جبهة البوليساريو واحيرا وليس اخرا المحاولات المعروفة باسم ابداعات الحرب الناعمة في اطار اجراءات مثل فنجان القهوة للسفير السعودي في لبنان، ومحاولات تعبئة الاعلام والاعلاميين اللبنانيين، ادت الى نتائج عكسية، وزادت من مستوى شعبية حزب الله والمقاومة.

والنقطة الخامسة والاخيرة انه يمكن القول جزما وقطعا بأن هذا التصويت من قبل اللبنانيين لحزب الله والمقاومة في الانتخابات النيابية نزع من يد اعداء حزب الله ورقة نزع سلاح المقاومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى