ميناء “الحديدة”الاستراتيجي، الهدف الجديد للعدوان الاماراتي
قبل اكثر من ثلاث سنوات مضت وحين شنت السعودية عدوانها على اليمن، تعهد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الغر، الذي كان يتولى آنذاك منصب وزير الدفاع، انطلاقا من غروره وعدم نضجه وافتقاره للخبرة، تعهد بحسم ملف اليمن خلال فترة لا تتعدى الثلاثة اسابيع واعادة الرئيس المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم، ذلك الحلم الذي تبدد بسبب اصطدامه بصمود القوى الثورية اليمنية، ليتلقى الامير السعودي الغر درسا مرا يتمثل بالتمييز بين الاحلام والاوهام والواقع القائم .
البون الشاسع بين اوهام بن سلمان وتقييماته الخاطئة لقدرات المملكة وضعف القوى الثورية اليمنية، كان كبيرا الى درجة انه وبعد اكثر من اربع سنوات لازالت المقاومة صامدة في وجهه من جهة، ليكشف عدم فاعلية الجيش السعودي وما يسمى التحالف العربي من جهة اخرى ويخسر المبادرة على الارضي اليمنية لصالح الامارات التي لا تتعدى نفوسها الـ9 ملايين وبالتحديد لنظيره الاماراتي محمد بن زايد، لتعزز الرؤية القاضية بانه من يدير دفة ملف اليمني بين المحمدين هو محمد الامارات وليس المملكة.
عجز بن سلمان في اليمن واستهداف انحاء المملكة باكثر من 190 صاروخا بالستيا وانشغاله بالزيارات المكوكية التي قام بها خلال الاشهر الاخيرة الى الخارج بهدف كسب دعم الدول الغربية لتسنمه العرض خلفا لوالده المصاب بالزهايمر ، جميع هذه الامور ادت الى تسريع وتيرة النشاطات الامارانية في اليمن لاسيما ضد القوى الثورية.
الانباء التي تم تداولها خلال اليومين الماضيين تشير الى ان الامارات ومن خلال تشكيل جيش قوامه عدة الاف من المرتزقة السودانيين والاوغنديين وبعض المغرر بهم من اليمنيين، بدات بالتحرك من منطقة المخا باتجاه ميناء الحديدة. قيادة هذه القوات وضعت بعهدة طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الشخص الذي لا يحظى باي مكانة في اوساط حزب المؤتمر الوطني وجماعة الاخوان في اليمن، ولا حتى عند الرئيس المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي. فصالح يسعى الى الحصول على الكاريزما المنشودة بفضل قرابته من الرئيس السابق علي عبد الله صالح ودعم الامارات من جهة احرى لكي يتسلق سلم السلطة ويصل الى سدة الحكم خلفا لعمه.
الزيارة التي قام بها رئيس المجلس االسياسي الاعلى للثورة اليمنية صالح الصماد، يوم الخميس الماضي، الى الحديدة واعلانه حالة الطوارىء في مواجهة العدوان الاماراتي من جهة، والقضاء على 35 مرتزقا اماراتيا من جهة اخرى واستشهاد 25 مدنيا اثر هجمات المقاتلات الحربية وطائرات الاباتشي الاماراتية من جهة ثالثة، تزيد من تعقيدات اوضاع اليمن اكثر من السابق وتنذر بتطورات معقدة، اولى ضحاياها قد تكون الجهود الدبلوماسية المبذولة التي رحبت بها حركة انصار الله والتي اوقدت جذوة الامل في نفوس الجميع بان اوضاع اليمن لن تحسم عسكريا وان الخيار الوحيد لحل الازمة هو خيار الحوار والتفاوض . طبعا لا يخفى ان احتلال ميناء الحديدة بهدف فرض الحصار البري والبحري والجوي على اليمن كان ولازال الخيار الرئيسي المطروح على طاولة المملكة والامارات وتحالف العدوان .