الأخبار العربية والدولية

دول العدوان على سوريا تحبط مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن

 

فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار روسي يدين العدوان الثلاثي على سوريا، بعد اعتراض 8 دول وموافقة 3 دول وامتناع 4 عن التصويت.

 

وفي كلمة له، خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن في نيويورك، شدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري، على أن بلاده لن تسمح لأي تدخل خارجي أن يرسم مستقبل سوريا.

 

وقال الجعفري إن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ادعوا أنهم قصفوا مراكز انتاج مواد كيميائية في سوريا، سائلاً: “لماذا لم يتشاركوا في ادعاءاتهم مع خبراء منظمة الأسلحة الكيميائية التي وصلت بعثتها إلى سوريا”.

 

وأضاف بشار الجعفري أنه تم تأخير وصول بعثة محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوما كاملا لتنفيذ العدوان.

 

وأفاد الديبلوماسي السوري بأن واشنطن ولندن وباريس قررت التدخل بشكل مباشر انتقاما لهزيمة أذرعهم الإرهابية الوكيلة في الغوطة، لافتا إلى أن سوريا مارست حقها الشرعي بالدفاع عن النفس وصد العدوان الآثم.

 

وصرح الجعفري أن منظومات الدفاع الجوي السورية تصدت لصواريخ العدوان الثلاثي، لافتا إلى أن الدول الغربية مهدت لعدوانها بإصدار تصريحات عدوانية من كبار مسؤوليها تقول فيها ضمنا إن ذريعتها الوحيدة لمنع تقدم الجيش السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة هي مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية.

 

وأشار إلى أن المجموعات المسلحة عملت في سباق مع الزمن على فبركة مسرحية استخدام المواد الكيميائية في دوما واستجلبت شهود الزور وتلاعبت بمسرح الجريمة المزعوم.

 

كما قال الجعفري إن العدوان الثلاثي تزامن مع وصول البعثة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للتحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، مبينا أن ذلك شكل رسالة للعالم بأسره أنهم لا يقيمون وزنا لولاية مجلس الأمن ولا يريدون تحقيقا شفافا وإنما يسعون لإعاقة عمل البعثة والضغط عليها للتغطية على أكاذيبهم وفبركاتهم والحيلولة دون فضحها.

 

وبدوره، نقل المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتباره ما حصل في سوريا بأنه عدوان على دولة ذات سيادة، مشيراً إلى أن “واشنطن وحلفاؤها بدأوا العملية العسكرية ضد سوريا دون انتظار نتائج التحقيق في دوما”.

 

ونبّه نيبينزيا من أن “التصعيد في سوريا يؤثر على سائر العلاقات في المنظمة الدولية”، مطالباً “واشنطن وحلفاءها بعدم زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط”.

 

ورأى نيبينزيا أنه “من المخجل أن نسمع أن الدستور الأمريكي استخدم في هذا العدوان، كما أن ميثاق الأمم المتحدة يستخدم بشكل خاطئ لتحقيق مصالح شخصية”، واصفاً ما حدث بأنه “بلطجة في العلاقات الدولية”.

 

وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة إن “المدنيين السوريين تعبوا من هذه الحرب وأعمالكم العدوانية تعقد الأوضاع الإنسانية”، مشدداً على أن “هذا العدوان يشكّل ضربة كبيرة للعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وإعاقة لتقدمها إلى الأمام”.

 

مندوب الصين لدى الأمم المتحدة زاو شو شدّد على أن “أي عمل أحادي يلتف على مجلس الأمن يخرق المواثيق الدولية”، داعياً لـ”احترام وحدة واستقلال وسلامة كل البلدان”.

 

وأكد مندوب الصين أنه “لا يمكن لأي طرف أن يستبق نتائج التحقيق في الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية”، مجدداً “استعداد الصين لمواصلة دورها البناء والإيجابي في حل الازمة في سورية عبر الحوار”.

 

مندوب بوليفيا لدى الأمم المتحدة ساشا لورنتي سوليز قال إن دولاً ثلاث قامت بشن عدوان على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة وانتهكت بذلك الميثاق الدولي، معتبراً أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا القوة في سورية انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وهو إجراء أحادي يتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة وغير مقبول ونرفضه ويخدم مصالح من قام به.

 

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعضاء مجلس الأمن “إظهار ضبط النفس وتفادي أي تصعيد في هذه الظروف الاستثنائية”، مذكّراً بـ”ضرورة الإلتزام بميثاق الأمم المتحدة ومسؤولية مجلس الأمن الحفاظ على السلم”.

 

وشجّع غوتيريش على التحقيق بشأن “هجوم دوما” المزعوم بالغوطة الشرقية، معتبراً أن “نقص المساءلة إزاء من يستخدمون السلاح الكيميائي يضعف جهود حفظ السلم”، على حدّ قوله.

 

ورأى غوتيريش أن “في سوريا مواجهة وحروباً بالوكالة بين جيوش ومليشيات وتنظيمات”، داعياً “كل أعضاء مجلس الأمن للتعامل بشكل ذي مصداقية لتحقيق حل سياسي بسوريا”.

 

المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي كرّرت مزاعم بلادها الفارغة حول استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، معتبرة أن “هذا الأمر لم يكن عملاً منعزلاً وقد أُرغمنا على التحرك ضده”.

 

واتهمت هايلي روسيا بأنها فشلت بـ”ضبط الكيماوي السوري”، متعهدة بأن بلادها “لن تسمح للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية وإذا استخدمتها مجدداً فنحن جاهزون للتحرّك مجدداً”.

 

المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس حمّلت “النظام السوري” المسؤلية عن “هجوم دوما الكيمياوي” المزعوم، قائلة إن “ضرباتنا كانت لدواع إنسانية!” ورفضت المندوبة البريطانية القبول بـ”أخذ دروس في القانون الدولي من قبل روسيا”.

 

مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر قالت إن “الضربة كانت ضرورية ونفذت بإحكام وبشكل محدود”، مؤكدة أنه “لا يمكن أن نسمح بخروج البعبع الكيميائي من جحره”.

 

واعتبر أن “شلل مجلس الأمن يعد شركاً فتاكاً علينا أن نتجنبه”. مؤكداً أن “فرنسا وبريطانيا وأمريكا سيقدمون قرارا بشأن سوريا”.

 

ودعا مندوب السويد أولوف سكوغ لتحريم استخدام الأسلحة الكيميائية، معرباً عن تطلّع بلاده لنتائج عمل بعثة تقصي الحقائق في سوريا.

 

المصدر: العهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى