الصحة بريمة تترنح على اوجاع المرضى والمصابين بوباء الكوليرا
فيما يصارع الناس انتشار وباء الكوليرا في ظل شحة الامكانيات بسبب العدوان والحصار يهرول المعنيون بتقديم صابون الصقر وقطع من صابون العالئلة لاستخدامة في التنظيف دون تقديم اية محاليل طبية تساعد المرضى على تزويدهم بالسوائل
فقد اطلق ابناء منطقة رماع بمديرية الجعفرية بمحافظة ريمة نداء استغاثة جراء انتشار وباء الكوليرا واستهتار واضح بحياة المواطنين من قبل المعنيين
وفي هذا التحقيق نتقصى جزءآ ممايعانية الاهالي جراء تهميش القطاع الصحي لمعاناتهم
في منطقة عرسمة برماع انتشر وباء الكوليرا بشكل مفاجئ وما إن اطلق اهالي المرضى نداء استغاثة حتى فوجؤو بالتهميش والاستهتار من قبل المعنيين
نزلنا الى المنطقة الموبوئة لنعرف حقيقة الامر فكانت المفاجئة
سألنا زوجة احد المتوفين بسبب الكوليرا هل ناشدتم المعنيين في الصحة وهل قدمو لكم شيئ ؟
اجهشت بالبكاء وقالت انها ناشدتهم ولم يقدمو لها شيئ مما اضطرت لبيع كل ماتملك لاجل علاج زوجها لكنه فارق حياته ومع ذلك اصيبت ابنتها بنفس الوباء ولم يقدمو لهم شيئ
سألناها ولكنهم قالو انهم سيطرو على الوباء وقدمو محاليل طبية من خلال تصريح مدير عام الترصد الوبائي في المحافظة اجابت بقولها ( والله يا ابني كذابين ما جابو لنا شيئ غير هذي الدبتين الفارغة وهذا الصابون الذي ما يغسلش الملابس )
تحركنا الى شخص آخر توفت ابنته بسبب وباء الكوليرا المنتشر فلما سالناه اجهش حرقة على فلذة كبده التي فارقت الحياة امام عينية ولم يستطع يقدم لها شيئ في ظل شحة الامكانيات فلما سألناه مالذي قدم لك المعنيون في الصحة اجاب لم يقدمو لي شيئ حين ذهبت اليهم فذهبت الى المستشفى (والله اني خسران خمسة واربعين الف ريال وفي الاخير توفت بنتي الله يرحمها عادها عمرها ما قد زادت عن عشر سنوات)
فيما افتك المرض بأمرأة أخرى في المنطقة لم نستطع الوصول الى اسرتهم بسبب وعورة الطريق اليهم فتوفت مصابة بالكوليرا دون ان يقدمو لها شيئ
توجهنا الى المسؤول الصحي في المنطقة أجاب بالحرف الواحد ( *نحن لم نقدم لهم شيئ بسبب فقدنا للامكانيات لايوجد لدينا مانقدمه للمرضى يأتون الى عندنا نحولهم الى المستشفيات الخاصة* ) وما ادراكم مالمستشفيات الخاصة التي لاترحم وهو بذلك يعزز ما افاد به والد الطفلة المتوفية ويفند ما افاد به مسؤول قسم الترصد الوبائي بالمحافظة
تحركنا الى مدير عام الترصد الوبائي بالمحافظة د/ محمد الجعماني في بداية الامر افاد انهم قدمو كل شيئ من محاليل وادوية ومكافحات وفي الاخير افاد انه اجتمع بالاهالي واعطاهم محاضرة صحية توعوية لكي يتجنبو مخاطر الاصابة
المضحك أو اللافت في الامر انهم مستهترين بحياة الناس ساعة يدعون انهم قدمو شيئ في حين الواقع ينفي ذلك وساعة يدعون انهم سيطرو على الوباء في حين مازال المرض منتشر وفي الاخير يطلع انهم نزلو من المحافظة لتقديم محاضرة توعوية وصحية قائلين للناس كافحو الوباء بأصواتنا أو كما يقول المثل ( *صورني وانا اتكلم* )
فإلى متى يضلو مسارعين الى المنازل حاملين معهم الاواني الفارغة لاستخدامها في رش الماء على قبور المتوفين
بينما يقف اهالي المصابين بوباء الكوليرا عاجزين عن فعل اي شيئ وهم ينظرون لابنائهم يموتون امام اعينهم بسبب فقدهم للامكانيات
بينما المعنيون من القطاع الصحي بالمديرية والمنظمات المانحة والداعمة بمحافظة ريمةلم تحضر سوى بقليل من المنضفات لتلتقط صورآ تذكارية مدعية مواجهة هذا الوباء . تاركة خلفها اطفال ونساء يواجهون الموت المحتوم
فهل تدرك قيادة السلطة المحلية بريمة وقيادة وزارة الصحة حجم هذه المعاناه؟