التايمز: كيف يعيش سعود القحطاني اليوم وماذا يفعل؟
نشرت صحيفة “التايمز” مقالاً لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن سعود القحطاني، الذي كان يشغل منصب المستشار لولي العهد السعودي.
ويقول سبنسر في مقاله، الذي جاء تحت عنوان “العقل المدبر لقتل جمال خاشقجي ما يزال يعمل مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، إن “مسؤولا رفيع المستوى يخضع للتحقيق بشأن قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ما يزال يعمل مستشاراً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالرغم من مناشدات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة محاسبته”.
ويضيف الكاتب في مقاله، أن “سعود القحطاني، الذي كان يشغل منصب المستشار الكبير لمحمد بن سلمان قبل أن يعزله الملك سلمان من منصبه، في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ لاتهامه بالإشراف على محاولات إقناع العديد من منتقدي ابن سلمان خارج البلاد بالعودة إلى المملكة، يعتقد أنه كان خلف الفرقة التي قتلت الصحافي”.
ويتابع سبنسر قائلا إن “تحركات القحطاني كان من المفترض أن تكون محدودة، لا سيما بعدما أعلنت السلطات السعودية عن مسؤوليتها عن قتل خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون صحة الإشاعات المنتشرة في الخليج (الفارسي)، بأن الأمير السعودي ما زال يستشيره، ولا يزال على صلة بالفريق الذي أقامه في الديوان الملكي لمراقبة الاتصالات والأمن الإلكتروني”.
وتشير الصحيفة إلى أن الكشف عن هذه المعلومات يأتي في وقت يتراشق فيه البيت الأبيض في واشنطن، “الذي يسعى إلى إغلاق القضية”، وأجهزة المخابرات، حيث قيمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” أن محمد بن سلمان مسؤول، وبدرجة عالية من الثقة، عن مقتل خاشقجي، الذي كان ينشر مقالات ينتقد فيها السعودية في صحيفة الـ “واشنطن بوست”، وأنه هو الذي وافق على خطة قتله.
ويلفت الكاتب إلى أن خاشقجي اختفى في القنصلية التي دخلها للحصول على أوراق تتعلق بطلاقه، ونفى السعوديون في البداية أي معرفة بمصيره، وقالوا إنه خرج من القنصلية بعد دخولها منها، فيما قالت السلطات التركية إن فريقا من 15 شخصا جاء من السعودية، وكان ينتظر خاشقجي داخل القنصلية، مشيرا إلى قول الحكومة السعودية إنها لا تعرف مصير الجثة بعدما اعترفت بمقتله وتقطيع جثته، وقدمت 11 شخصا للمحاكمة، فيما وضعت 10 آخرين قيد التحقيق، ومنهم القحطاني.
وينوه الكاتب إلى ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي قالت إن واشنطن طلبت من الرياض مؤخراً إغلاق مركز مراقبة وسائل الإعلام الذي أسسه القحطاني، إلا أن هذا الطلب تم رفضه.
ويفيد سبنسر بأن “الولايات المتحدة وضعت القحطاني على لائحة العقوبات الأمريكية، إلا أن الأخير لم يأبه لهذا القرار، كما أنه شوهد في أبو ظبي في الإمارات، بالرغم من صدور قرار حظر سفر بحقه، وظل يحتفظ بهاتفه النقال”.
ويقول الكاتب إن “الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر على علاقة وتحالف وثيق مع ولي العهد، وهو ما يهدد مقتل الصحافي بإنهائه، وكانت لجنة في الكونغرس قد مررت قرارا تطلب فيه من الإدارة التحقيق في قضية القتل، وتحديد الجهات المسؤولة، ولم يستجب البيت الأبيض للموعد المحدد الذي انتهى الجمعة”.
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين، قولهم إن الرئيس ترامب يستخدم حقوقه الدستورية ورفض تلبية الطلب، لافتة إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو نفى يوم الاثنين الاتهامات بأن الإدارة تقوم بالتستر على الجريمة.
ويبين سبنسر أن السعودية قالت إن قتل خاشقجي كان خطأ، وبأن لا معرفة لولي العهد به، فيما قال عادل الجبير، الذي عزل من منصبه بصفته وزيرا للخارجية بعد الجريمة، وخفض لرتبة وزير دولة لشؤون الخارجية، إن محاولات استهداف ولي العهد هي “خط أحمر”.
ويختم الكاتب بالقول إن “السلطات السعودية لم تعلق على الدور الذي يقوم به القحطاني حاليا، بالإضافة إلى أنها لم تكشف عن أسماء 11 شخصاً متورطين في قتل خاشقجي”.
عربي