مستشار أردوغان : رواية السعودية متناقضة وتسعى لتبرئة المتهم الحقيقي
إعتبر مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أن السعودية تسعى لتبرئة “المتهم الحقيقي” بقتل جمال خاشقجي، حيث قام مدعيها العام بتكذيب تصريحها حول “المتعاون المحلي”.
وقال أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في “حزب العدالة والتنمية” الحاكم وأحد أصدقاء خاشقجي، في مقال نشره في صحفية “يني شفق”: “إننا أمام حالة تلبس في جريمة قتل خاشقجي. فهناك جريمة متسلسلة ارتكبها أشخاص لن يستطيعوا التحرك دون استغلال أعلى صلاحيات الدولة في مكان تابع للدولة السعودية مستغلين كذلك كل إمكانيات الدولة”.
وأضاف أقطاي أن النائب العام السعودي، سعود المعجب، “الذي كلفته الدولة بالتحقيق في الواقعة يبدأ مهمته بإقالة الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات أكثر من غيرهم منذ وقوع الجريمة”، وقال: “هكذا فإنه يلعب دور المحامي لا النائب العام. وأما كل كلمة يقولها بصفته محاميا فتتحول إلى دليل يمكن استغلاله ضد المتهمين بعد فترة، إلى دليل ضد من يحاولون حمايته علانية أكثر من غيره، لا ضد الأشخاص الذين وجه إليهم التهمة وطالب بإعدامهم”.
واستطرد بالقول: “متى وكيف تم إكمال التحقيق؟ فهو لا يمتلك جميع الأدلة التي يحتاجها لإماطة اللثام عن تفاصيل الواقعة”.
وشدد مستشار أردوغان على أن خاشقجي “كان في الواقع يحب وطنه ويشتاق إليه لدرجة أن مسؤولا سعوديا رفيع المستوى كان يستطيع ببساطة إقناعه بالعودة باتصال هاتفي، فلم يكن هناك أي اتهام أو حكم قضائي أو قرار بالضبط في حقه”، وأردف متسائلا: “فلماذا كانوا سيقنعونه بالعودة؟ هل ليقوموا في الرياض بفعل ما فعلوه في قنصلية اسطنبول؟”.
ولفت إلى أن النائب العام السعودي يقول “عبارات متناقضة مع بعضها البعض”، وتابع: “إننا أمام أكثر من جريمة واحدة في حقيقة الأمر، وإن صح التعبير فإننا أمام سلسلة من الجرائم”.
واتهم أقطاي السعودية بتنفيذ إجراءات “أضافت المزيد من الجرائم لتجعلها جريمة متسلسلة مثل تمزيق جثته وإخراجها من القنصلية والتعامل معها بشكل آخر في مكان ثان والأكاذيب حول مصير الصحافي المعارض طيلة 12 يوما ومحاولة التخلص من الأدلة المتعلقة بالجريمة أمام أعين الجميع”.
كما اعتبر مستشار أردوغان أن تصريح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول وجود “متعاون محلي” تم تسليمه جثة خاشقجي بعد قتله، والذي كرره لاحقا النائب العام السعودي، أمر عار عن الصحة.
وقال: “ذلك تصريح ربما يعتبره الأطفال تافها لو سمعوه في فيلم رسوم متحركة… فهو يحاول إقناعنا به. أي أنهم بعد أن ارتكبوا جريمة بهذا الحجم والفظاعة والجهد سلموا الجثة إلى شخص لا يعرفونه مر من الطريق بعد الاتفاق معه، ماذا يظنون بعقولنا؟ انظروا، إنهم لا يعرفون حتى هم أنفسهم من هو ذلك المتعاون المحلي لدرجة أنهم لم يصلوا إلى تحديد ملامحه التقريبية إلا قريبا”.
وبين أقطاي أن السلطات السعودية تحاول “تبرئة الجميع في الرياض” بمن فيهم المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني.
واختتم مستشار أردوغان بالقول: “ومهما كانت الزاوية التي تنظرون إليها إلى الأحداث، فسترون أن الجانب الجيد الوحيد في هذه الحكاية غير المقنعة بكل الأحوال هو محاولة التستر على المسؤولين الحقيقيين الذين يقفون خلف هذه التناقضات التي يكشفها كل تصريح يدلون به. فمن الواضح وضوح الشمس أن هذه التصريحات تهدف للتستر على المتهم الحقيقي، وهو ما يكشف أكثر عن المتورطين الحقيقيين في الجريمة”.