المقالات

هل مصير الحديدة بيد ممثل الامم المتحدة ؟

بدات الامارات قبل حوالي شهر هجوما واسعا وشاملا على ميناء الحديدة بهدف اغلاق المنفذ الوحيد لتواصل اليمنيين مع العالم . الاماراتيون وفي ايامهم الاولى حققوا تقدما سريعا نظرا الى عدم تواجد اللجان الشعبية في المناطق المحتلة، لكن هذا التقدم لم يدم طويلا بدا يفتر شيئا فشيئا لتثار تساؤلات عن السبب، فهل هو بسبب رفض امريكا لطلب المساعدة من قبل الاماراتيين ،  او بسبب التهديدات التي اطلقها اليمنيون حول الهجوم على الامارات.

ففي حين غادر ممثل الامم المتحدة “مارتن غريفيث” صنعاء وهو متفائل، بشأن تقديم رؤيته لانهاء الازمة اليمينة كما وعد، اعلن اليمنيون ان المسالة الوحيدة التي لم يتم مناقشتها مع الممثل الاممي هي مسالة الاستيلاء على الحديدة التي بدات القوات الاماراتية وفق مخطط مدروس وبدعم من انصار الرئيس اليمني الهارب عبد ربه منصور هادي منذ حوالي الشهر هجوما واسعا للاستيلاء علىها ومن ثم استثمار هذا النصر لرسم خارطة مستقبل اليمن وفقا اهوائهم .

التزم الغرب لاسيما امريكا الصمت حيال الهجوم في البداية، ما حدا بالبعض الى التصور بان الاستيلاء على الحديدة وفرض الحصار الشامل البري والبحري والجوي على اليمنيين سيؤدي بالتالي الى خروج السعودية والامارات بمظهر المنتصرين من طاولة المفاوضات المقبلة. لكن وخلافا للتقدم السريع الذي حققته القوات الاماراتية وآلتها الحربية في البداية، وكما وعد زعيم حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي فقد جرى وقف القوات الغازية على بعد 50 كيلومترا من الحديدة، بل ان هناك انباء يتم تناقلها خلال الايام الاخيرة تشير الى استعادة بعض المناطق التي تم احتلالها سابقا.

تزامنا مع تصاعد وتيرة المعارك فقد توجه ممثل الامم المتحدة الى صنعاء، لتبادر وسائل الاعلام الامريكية الى نقل انباء متضاربة عن مصير حرب الحديدة، اولها ان امريكا تعارض احتلال الحديدة، حيث انها رفضت طلب مساعدة الامارات في الهجوم على الحديدة وفق ما ادعاه معدو الخبر . هذا في حين اشارت وسائل الاعلام الغربية في خبر آخر ان مسؤولا بوزارة الدفاع الامريكية (النتاغون) اعلن بشكل صريح في حوار مع قناة “الحرة” ان القوات الامريكية متواجدة في اليمن وانها تقدم مساعدات استخباراتية للقوات السعودية والاماراتية. لكن ما جعل هذا الخبر يتصدر واجهة وسائل الاعلام العالمية هو تنصل هذا المسؤول عن الرد على سؤال القناة فيما يخص مشاركة القوات الامريكية في هجوم الحديدة .

واخيرا وليس آخرا فان وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس اعلن بان على امريكا تسجيل حضورها رسميا في عمليات الحديدة لاضعاف حركة انصار الله وبعبارة أخرى ايران. الترويج لهذه الانباء من جهة يجري في حين انه ليس فقط جرى وقف الالة الحربية الاماراتية، بل انها تشهد تقهقرا، كما انه جرى الاخذ بنظر الاعتبار بشكل جاد للشروط التي وضعها اليمنيون من قبل ممثل الامم المتحدة من جهة اخرى.

من الواضح انه لو لم يكن اليد الطولى لليمنيين في جبهات القتال لما كان من الممكن فرض املاءاتهم وضع خمسة شروط ورهن المفاوضات بتحقيقها . والاكثر بداهة ايضا انه لوكان بامكان امريكا من خلال المشاركة في  غمليات الحديدة قلب الطاولة لصالح السعودية والامارات لما ترددت في تقديم اية مساعدة .

نظرة الى الشروط المعلنة من قبل طرفي النزاع في اليمن تشير الى انه في ظل الظروف الراهنة، لا يمكن التفاؤل بتفاؤل الممثل الاممي حول تسوية الازمة اليمنية ، حيث ان الجانب السعودي وضعا شرطا مسبقا مفاده ان على اليمنيين الانسحاب وتسليم اسلحتهم، وفي المقابل يؤكد اليمنيون بداية على الخيار السياسي واقامة الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتاجيل تسليم الاسلحة الى المرحلة التالية. ولا يختلف اثنان على ان موقف اليمنيين ورهن مستقبل بلادهم به هو الخيار العقلائي الذي يجب اتخاذه في مواجهة العدو .

كما لا يخفى انه رغم “بروباغندا” الامبراطورية الاعلامية العربية والغربية ومحاولات الايحاء بان وضع اليمنين هش جدا، الا ان الحدود اليمنية السعودية هي التي تشهد كل يوم هجوما جديدا، كما ان امن واستقرار السعودية هو الذي تعرض الى الزعزعة بسبب تعرضها المتواصل للصواريخ اليمنية .

لاشك ان التهديدات التي اطلقها المتحدث باسم الجيش اليمني حول زعزعة امن واستقرار الامارات لعبت دورا اساسيا على صعيد اعادة الامارات لحساباتها ووقف تصعيد الحرب بالحديدة.

وختاما ينبغي القول اننا لم ننسى وعد ولي العهد السعودي الغر محمد بن سلمان قبل اربع سنوات بانه سيسيطر على اليمن في غضون ثلاث اسابيع ، فهل سيكون مصير الوعد الاماراتي القاضي بالاحتفال بالنصر في الحديدة قبل نهاية شهر رمضان، كوعد بن سلمان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى