“اسرائيل” تحاصر نفسها.. الشهداء والجرحى يلاحقون قادة العدو
كم من أسطورة أعاد الصهاينة قولبتها وفبركتها لتنسجم مع ما يريدون ويستهدفون، لكن شعبنا يصنع الحقائق، ولا ينجر للأساطير ويقرأ التاريخ بحقائقه وليس بأحلام اليقظة.
صهاينة رفضوا السلام الذي عرضه الفلسطينيون، ورغم أخطاء بعض الفلسطينيين في الاستمرار في مراهنتهم على واشنطن، وما يخدعون أنفسهم بتسميته عملية السلام كشف الصهاينة بكل خلافه عن رفضهم للسلام، ورفضهم لبقاء الفلسطينيين على ماتبقى من أرضهم هو اصرارهم على تهويد القدس ومقدساتها، والضفة وأراضيها والأغوار، ويخططون لطرد الجميع لتكون دولة اليهود قاعدة خالصة لهم يستخدمونها للتحكم بكل العالم العربي وبالشرق الأوسط .
لماذا اغتالته “اسرائيل”؟
اغتالته “اسرائيل” لأن السياسة الرسمية الاسرائيلية مازالت ملتزمة ” بلائحة غولدا مئير ”، وهي اللائحة المتمددة دوما لتشمل ” كل فلسطيني له قيمة ”، وفي كل ميدان ” الثقافي، الإداري، الفني، العلمي، البحثي، الطبي، الهندسي، اضافة لكل قيادي يتمسك بحقوق شعبه ”، ( وجدير بالذكر هنا أن تلك اللائحة تضم أسماء ليس لها أولوية، لكنها مدونة مثل محمود عباس تحت تهمة الإرهاب الدبلوماسي ) .
هذا العدو عنصري، يريد اجتثاث الفلسطيني ولن ينجح في هذا، هل كان يلاحق ارهابيا عندما حاول اغتيال الدكتور أنيس الصايغ – رئيس مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت؟
واغتال غسان كنفاني، الأديب العبقري والفنان والصحفي والكاتب لأنه يحب فلسطين، وقيمته العالية بدأت تأخذ أبعادا دولية، ووائل زعيتر ونعيم خضر …الخ .
” فادي البطش ”، رجل علم واعد ..خلاق، عقله منطلق نحو الاقتراع والجديد في ميادين الاختراع، وقلبه مشدود لوطنه الذي سلبه المستعمرون وعملاؤهم الصهاينة.
لقد فشلت “اسرائيل” في اغتيال مدراء بنوك ورؤساء شركات فلسطينيين لكنهم كانوا على لائحة السيدة غولدا مئير، فادي البطش وغيره من الشباب المتمكن من العلم، والمنتشر في أرجاء المعمورة هم أهداف ل”اسرائيل”، والحيطة والحذر أصبحا واجبا مقدسا، ولكن يهمنا فيما نحن نعيش حالة القلب الدامي، والعين التي جف دمعها أن نرى الحقيقة دون مبالغة، وأن نرسم المستقبل دون أوهام .
قد تجد من يقول: ماذا حقق الفلسطينيون من خلال مسيرة العودة؟ وماذا سيحققون ان هم استمروا؟!، وقد تجد من يقول الجواب دون سؤال: انهم يموتون دون ثمن، دون مردود وهذا حرام هؤلاء الأطفال يقتلون على يد المجرمين دون تحقيق أي هدف .
نقول لكل المتسائلين واللباكين: ان هذا السلاح، سلاح الصدور العارية لمواجهة البطش والاجرام ليس موجها لتغيير موقف ترامب أو محمد بن سلمان أو عبد الفتاح السيسي من حقوق ونضال الشعب الفلسطيني، هذا السلاح هو أولا وقبل كل شيء سلاح قادر على تحطيم معنويات وقدرات وأعصاب الجنود الاسرائيليين، وهو سلاح قادر على انهاك القيادة الاسرائيلية، واثارة الهلع ” حتى بينهم وبين أنفسهم ” ، وهو سلاح أساسي لتحريض وتعبئة كل انسان شريف على وجه هذه الكرة الأرضية، خاصة في مجتمعات الحليب والزبدة المشتقة من دماء شهدائنا وثروات بلادنا المنهوبة ” المجتمعات الأوروبية ” .
لكن قف واستمع …قف واقرأ … هل يظن الحكام العرب الذين توزعوا على لوائح تحت عناوين مختلفة لخدمة الامبرياليين، أو الرضوخ لهم، أو الانكفاء عن مواجهتهم، هل يظن هؤلاء أن الشعوب ماتت؟، هل يظنان النيل لم يعد قادرا على الفيضان أم أن العربي فقد كرامته وعزته وشرفه؟ .
اننا نرى ونسمع ونقرأ، نرى في أمور أمتنا عجبا، لكن نظراتنا قادرة على رؤية النيران تحت الهشيم، اني أراها كما أرى من حولي سوف تسحل الشعوب تلك القيادات سحلا تماما كما سحلت نوري السعيد وعبد الاله في العراق، وتماما كما طردت فاروق من مصر ومن ورائه الانجليز، وكما طرد غلوب باشا من الاردن وطرد شاه ايران ومن ورائه الأميركيين والاسرائيليين، وعاد شعب ايران المسلم للطريق الصحيح المواجه للاستعماريين وركيزتهم الأساسية “اسرائيل” .
انتظروا ما سيأتي والمكان المرشح، هو الجزيرة العربية والخليج (الفارسي)، أين سيهرب هؤلاء الذين وكلتهم “اسرائيل” وأميركا لقمع شعوبهم، وتسليم ثروات الأمة العربية والاسلامية لواشنطن وباريس ولندن وتل أبيب اننا نراها ولكن الله أنزل على عيونهم غشاوة لن تقودهم الا الى بئس المصير .
- بسام ابو شريف، كاتب وسياسي فلسطيني – رأی الیوم