هااام : مؤتمر حكماء وعقلاء اليمن يؤكد على سيادة ووحدة واستقلال اليمن ( نص وثيقة المرتمر )
ريمة نت – تقرير
أكد مؤتمر العاشر من رمضان لحكماء وعقلاء اليمن على سيادة واستقلال ووحدة اليمن ورفض كل أشكال الوصاية الخارجية وكل محاولات التجزئة والتقسيم لليمن .
وفيما يلي نص وثيقة المؤتمر الذي عقد مساء الأثنين 10 من رمضان 1438ه الموافق 5 يونيو 2017م بالعاصمة صنعاء تحت شعار ” وحدة وإخاء” :
الحمد الله القائل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
والقائل (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)
والقائل (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
والقائل (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
والقائل (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
والقائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
والقائل (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
والقائل (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
والقائل (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)
والقائل (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
انطلاقا من واجب الدفاع المقدس عن الدين والوطن، تداعى عقلاء وحكماء اليمن إلى لقاء العاشر من رمضان الذي سبقته لقاءات تحضيرية في المحافظات ضمت كافة شرائح المجتمع اليمني وذلك لتدارس الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن آخذين العزم والإرادة من صمود شعبنا اليمني العظيم خلال العدوان على بلادنا وهذا الصمود الأسطوري والتماسك – للجبهة الداخلية – هو الذي كلل أداء الجيش واللجان الشعبية في ميادين الجهاد والعزة والشرف بالنصر والظفر على جحافل العدوان ومرتزقته في كافة الجبهات.
إن عقد لقاء العاشر من رمضان إنما يأتي في إطار الخطوات العملية لشعبنا لتعزيز الإخاء ووحدة الصف التي تأتي منسجمة مع قيم ومبادئ وتقاليد وأعراف الشعب اليمني بما يعزز صمود الجيش واللجان الشعبية ضد هذا العدوان الغاشم الظالم , ولنقف جميعاً على أرضية صلبة في مواجهة هذا العدوان الهمجي الذي قاده رؤوس الشر والطغيان في هذا العالم مستخدماً أشد وسائل القتل الجماعي فتكاً بالآمنين والأبرياء في المدن والقرى والطرقات والمساجد والمدارس والمستشفيات ودون تمييز بين ما هو عسكري وما هو مدني متجاوزاً بذلك كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية والقانونية وتعمداً لها وللأعيان المدنية التي تحرم القوانين استهدافها وكون ذلك يأتي في إطار الاستهداف اليومي بذات الأسلوب ولذات الأهداف المدنية.
وفي مواجهة هذا العدوان فإننا ندرك يقيناً أن دفاعنا عن أنفسنا وعن ديننا وعن أرضنا وعن أعراضنا ومواجهة الظلم والطغيان هو الجهاد في سبيل الله تعالى ومع هذا الإدراك فإننا على يقين راسخ بأن نصر الله قريب وأن انكسار تحالف العدوان الإجرامي محققٌ بصمود شعبنا وتعزيز جبهات المواجهة.
إنه ليس هناك من شك في أن ما تتعرض له بلادنا منذ أكثر من سنتين هو عدوان سافر ظالم غاشم من جانب تحالف دولي مجرم فاقد لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية حين استخدم القوة المسلحة جوية وبرية وبحرية وفي هجوم شامل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء أطفالا و نساء ورجالا ودمر كل مقومات حياة الشعب اليمني وشرد الملايين والحق أضرارا بالغة بالبيئة ولم يوفر سلاحاً محرماً إلا استخدمه في الهجوم الوحشي الهمجي على بلادنا، ولم يقف العدوان عند هذا الحد ولم يقف الإجرام عند مستوى القتل والتدمير بأشد أنواع الأسلحة فتكاً بل إن العدوان قد ضرب حصاراً شاملاً برياً وبحرياً وجوياً مانعاً بذلك وصول الغذاء والدواء متسبباً في انتشار المجاعات والأمراض والأوبئة التي فتكت بعشرات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، ولم يكن الغزو والاحتلال لمساحات جغرافية من أراضي الجمهورية اليمنية إلا صورة من صور ذلك العدوان الإجرامي ودونما سبب يبرره، وترافق مع هذا العدوان صمت دولي مخزي وتوجيه منظمة الأمم المتحدة عبر مندوبيها وفي مجلس أمنها بمساومة أبناء الشعب اليمني وبعد عامين من القتل والتدمير على كرامتهم وعزتهم وقوت أطفالهم وسيادة واستقلال بلدهم، ولم يكن هذا الموقف غريباً على الأمم المتحدة ومجلس أمنها فلقد كانت خلال ما مضى من فترة العدوان تمثل غطاءاً على جرائمه ومبرراً لها في سقوط أخلاقي وإنساني وقيمي وقانوني لم يشهد له التاريخ مثيلاً وهو ما بدى أن منظمة الأمم المتحدة غير مكترثة بالقتل والتدمير والمعاناة الذي يتعرض لها الشعب اليمني طالما اجتمع لهذا العدوان مال النفط الطائل والسلاح والإجرام ، ولطالما تقمصت منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها خلال المرحلة السابقة للعدوان دور الحريص على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله، وحماية حقوق الإنسان من الانتهاك والقلق من تنامي ظاهرة الإرهاب، والحرص على عدم تفاقم الحالة الإنسانية للمواطن اليمني، والحرص على رعاية العملية السياسية وحق اليمنيين وحدهم في إدارتها، ومنع التدخل الخارجي في شؤون اليمن.
غير أن منظمة الأمم المتحدة صمتت حين تعرضت وحدة اليمن للتهديد وسيادته واستقلاله للانتهاك وصمتت حين تعرضت حقوق المواطن اليمني لأبشع أنواع الإنتهاك، وغضت الطرف عن تنامي ظاهرة الإرهاب وتوسعها وأٌلجمت منظمة الأمم المتحدة حين انهارت الأوضاع الإنسانية بسبب العدوان، وصمتت عن التدخل الخارجي في شؤون اليمن، ولم تكتفِ منظمة الأمم المتحدة بالصمت وغض الطرف وذهبت أبعد من ذلك حين غطت الجرائم والمذابح التي ارتكبها العدوان بحق اليمنيين أطفالا و نساءاً ورجالا.
وتأسيساً على ما سبق أقر لقاء العاشر من رمضان لسنة 1438 الآتي:
- التأكيد على سيادة واستقلال ووحدة اليمن وثوابته الوطنية ورفض كل أشكال الوصاية الخارجية وكل محاولات التجزئة والتقسيم لليمن.
- خيارنا الوحيد الاستمرار في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن كخيار استراتيجي لكافة أبناء ومكونات وفئات وشرائح الشعب اليمني والاستمرار في النضال حتى تحرير كافة المناطق اليمنية المحتلة سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية.
- مواجهة العدوان تمثل أولوية مطلقة لجميع مؤسسات وأجهزة الدولة ولكافة القوى والأحزاب وفئات وأبناء الشعب اليمني وعدم السماح بأي عمل لأي جهة أو فئة يكون من شأنها خلخلة الصف وإضعاف الجبهة الداخلية والوقوف ضده من جميع أبناء الشعب.
- تعزيز الشراكة الوطنية بين القوى السياسية المناهضة للعدوان.
5.ضرورة تفعيل دور جميع القوى والأحزاب والفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة العدوان.
- دعوة المغرر بهم للاستفادة من فرصة العفو العام والعودة إلى صف الوطن.
- تفعيلُ القضاء و إصلاحه، للقيام بمسئولياته وواجباته الدستورية والقانونية تجاه أبناء الوطن بما يكفل تعزيز الصمود الشعبي ومواجهة العدوان .
- التكافل الاجتماعي أساس متين للوحدة والإخاء بين جميع أبناء الشعب اليمني وعامل أساسي في تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان.
- ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الرسمي والحزبي والخاص وضبطه وتوجيهه ضمن أولوية مواجهة العدوان وترك المناكفات والمهاترات الإعلامية التي تساعد العدو في خلخلة الجبهة الداخلية.
- التأكيد على أهمية الالتزام وتفعيل الاتفاقيات السياسية المشتركة بين القوى السياسية المناهضة للعدوان بما يخدم الحفاظ على وحدة الصف الوطني وتعزيز عوامل الصموده وتماسك الجبهة الداخلية وتعزيز عوامل الإخاء.
- تعزيز الجبهات سواء الجبهات الداخلية أو جبهات الحدود ورفدها بالمال والسلاح والمقاتلين واجب ديني ووطني ومسئولية إلزامية ومقدسة على جميع القوى والمكونات الوطنية والسياسية وفئات وأبناء الشعب اليمني.
- الاهتمام بأسر المرابطين في الجبهات وأسر الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية واجب على كل مواطن يمني رسمياً وشعبياً كامل.
- دعم وتشجيع دور القبيلة في مواجهة العدوان وبما يؤدي على المحافظة على الجبهة الداخلية ومواجهة العدوان وتعزيز وحدة الصف الداخلي.
- يجب تفعيل وتعزيز دور العلماء والخطباء والمرشدين في توعية المجتمع بأهداف العدوان ومخططاته ومخاطره على الوطن أرضاً وإنساناً.
- أهمية تفعيل وتعزيز دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان والتي كان لها دور وطني وتاريخي وقدمت الكثير من العطاءات والتضحيات المشهودة في مواجهة العدوان.
- أهمية تفعيل مؤسسات الدولة ضمن أولوية مواجهة العدوان وبما يعزز من حالة الصمود الاجتماعي ويخفف المعاناة على أبناء الشعب اليمني التي تسبب بها العدوان.
- ندعو الحكومة إلى مكافحة الفساد بكافة أشكاله ومعاقبة كل من ثبت تورطه بارتكاب أي جريمة من جرائم الفساد بحسب القانون والعمل الجاد على رفع وتحسين وضبط الإيرادات بما يكفل تسليم المرتبات حسب الإمكانيات وتحسين الوضع المعيشي لأبناء الوطن وتحميل دول العدوان مسؤولية الحصار وما ترتب عليه من إيقاف الراتب وتفاقم الأزمة المعيشية وانتشار الأوبئة من خلال البيانات والوقفات والرسائل الموجهة إلى الجهات الفاعلة دولياً بما يكفل رفع الحصار وفك الحضر .
- ضرورة تفعيل الأجهزة الرقابية الرسمية المعنية بمكافحة الفساد .
- نعلن رفضنا الكامل ومقاومتنا لاستمرار الحصار والحضر الجوي والبحري على اليمن وندعم كل جهد لكسر هذا الحصار والحضر الظالم.
- رفض ما تقوم به قوات الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية وتعز من تمزيق ونهب واستغلال للثروات وقتل وتشريد وتدمير لأبناء تلك المحافظات ورفض كل محاولات العدوان الهادفة إلى توطين العناصر والتنظيمات التكفيرية فيها.
- ندعو كافة أبناء الشعب اليمني إلى الاهتمام بجانب الزراعة وإحياء الأراضي واستصلاحها بما يلبي حاجة المواطنين وبما يعود بالخير على الوطن وتخفف من أعباء الحصار المفروض على بلادنا كما ندعو وزارة الزراعة إلى تكثيف الجهود ومساعدة المواطنين في تحقيق هذه الغاية.
- ندعو الكتاب والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين وغيرهم إلى القيام بدورهم في مواجهة العدوان كلا من موقعه فالجميع يشكلون جبهة وطنية واحدة ضد العدوان.
- تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ مقررات اللقاء.